مبادئ توجيهية مشتركة بين منظمة العمل الدولية ومنظمة الصحة العالمية بشأن المرافق الصحية وفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز

ترمي هذه المبادئ التوجيهية إلى تعزيز الإدارة السليمة لفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز في المرافق الصحية بما في ذلك الحيلولة دون التعرض المهني له. وتهدف إضافة إلى ذلك إلى ضمان أن تتوافر للعاملين في الرعاية الصحية ظروف عمل لائقة ومأمونة وصحية في الوقت الذي تضمن فيه رعاية تقوم على أساس احترام احتياجات المرضى وحقوقهم ولاسيما أولئك الذين يعيشون مع هذا الفيروس.

يمثل وباء فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز محنة عالمية ويطرح تحدياً هائلاً أمام التنمية والتقدم الاجتماعي. وترد بلدان كثيرة من بين أفقر البلدان في العالم في عداد البلدان الأكثر تأثراً من حيث عدد الإصابات وفداحة تأثير الوباء. ويضعف هذا الوباء قدرة الأغلبية الكبرى من الأشخاص المصابين به خلال سنوات عملهم والذين تشكل النساء نصفهم تقريباً إذ إن معدل إصابة النساء بالعدوى يتسارع بوتيرة أعلى من الرجال. وتتضح نتائج ذلك على مستوى الشركات والاقتصادات الوطنية والعمال وأسرهم. وفي هذا السياق تلتزم الحكومات بتنفيذ أحكام إعلان الالتزام بشأن فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز الصادر عن الأمم المتحدة الذي يتضمن التزاماً بتعزيز نظم الرعاية الصحية وتوسيع نطاق العلاج فضلاً عن الاستجابة لفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز في عالم العمل عن طريق زيادة برامج الوقاية والرعاية في أماكن العمل العامة والخاصة وغير المنظمة.

ولا يتوافر حتى اليوم لقاح ضد تفشي فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز ولا علاج له. وتستند الوقاية إلى حملات توعية الجمهور العام وتغيير السلوك الفردي في بيئة داعمة مما يستلزم الوقت والصبر. ومن حيث العلاج ساعدت الأدوية المضادة للفيروسات الرجعية التي تزداد فعاليتها ويسر تكاليفها في الحفاظ على صحة أولئك الذين يتمكنون من الحصول على العقاقير وفي إطالة مدة حياتهم والحفاظ على سبل عيشهم. وتركز الجهود والمبادرات المشتركة المتواصلة من جانب الدول وأصحاب العمل والمنظمات الدولية على تسريع فرص الوصول إلى الأدوية المضادة للفيروسات الرجعية في أكثر البلدان تأثراً وكذلك على تعزيز حملات الوقاية على الصعيد العالمي. بيد أن علاج عدد كبير من الأشخاص يقتضي توافر نظم فعالة للرعاية الصحية وقادرة على إدارة العلاج ومتابعته وفي الوقت ذاته ضمان مواصلة الوقاية وتقديم الرعاية والدعم على المدى الطويل.