وزارة العمل اللبنانية تُطْلق خطاً ساخناً من أجل عاملات المنازل المهاجرات بتمويلٍ من منظمة العمل الدولية

يتيح خطٌ ساخن جديد يعمل على مدار الساعة لعاملات المنازل المهاجرات للإبلاغ عن حالات سوء معاملة أو أذى جسدي وتَلقِّي المساعدة والمشورة

خبر | ٢٢ يونيو, ٢٠١٥
سيتم عرض اللوحات الإعلانية بعدة لغات في جميع أنحاء لبنان لتعريف العمال المهاجرين بالخط الساخن الجديد

أخبار م. ع. د – بيروت: أطلقت وزارة العمل اللبنانية خطاً ساخناً مخصصاً لعاملات المنازل المهاجرات يسمح لهن بالإبلاغ على مدار الساعة عن حالات سوء المعاملة أو الأذى الجسدي وتلقي المساعدة.

وقد جرى إطلاق وتمويل هذا الخط الساخن والحملة العامة المصاحبة له لإعلام عاملات المنازل المهاجرات عنه من خلال مشروعٍ لمنظمة العمل الدولية خاصٍ بحماية حقوق هؤلاء العاملات في لبنان، كما تم تسهيله من جانب مركز الأجانب في كاريتاس لبنان، وهو فرعٌ من فروع جمعية كاريتاس الخيرية الدولية.

وكان كاريتاس لبنان قد درَّب أخصائيين اجتماعيين وموظفين من دائرة مراقبة عمل الأجانب في وزارة العمل على الإدارة الفعالة للخط الساخن ومكتب المساعدة في الوزارة لتلبية احتياجات عاملات المنازل المهاجرات. ويأتي هذا المشروع في إطار جهودٍ يبذلها كاريتاس دعماً لخطة الوزارة لمعالجة شكاوى تلك العاملات من خلال مذكرة التفاهم الموقعة بينه والوزارة.

وأُطلق الخط الساخن من جانب وزير العمل سجعان قزي في مؤتمرٍ صحفي عقده في مقر الوزارة وسط بيروت بعد أيامٍ قليلة فقط من الاحتفال باليوم العالمي الرابع للعمال المنزليين المهاجرين الذي يصادف تاريخ اعتماد اتفاقية منظمة العمل الدولية رقم 189 لعام 2011 بشأن العمل اللائق للعمال المنزليين .

وقال الوزير: "إن هذا المشروع هو الترجمة العملية والواقعية لمدى اهتمام وزارة العمل بالإنسان. أصبح لكل عاملةٍ في الخدمة المنزلية عنوانٌ أساسي هو وزارة العمل لرفع الشكوى في حال تعرضها لأي ضررٍ أو انتهاك كرامة".

وقالت إيمانويلا بوزان المستشارة الإقليمية للمساواة بين الجنسين لدى منظمة العمل الدولية/المكتب الإقليمي للدول العربية في المؤتمر الصحفي: "تتعلق الاتفاقية رقم 189 بوضع العمل المنزلي في صلب حياتنا والاعتراف بقيمة هذا العمل الذي يقوم به كثيرٌ من النساء والرجال أيضاً، ما يسمح لكثيرين آخرين بمغادرة المنزل ودخول سوق العمل. ونحن نرحب بجميع المشاريع التي تدعم وتحسَّن حياة العمال المنزليين وظروف عملهم. ولهذا، دعمت منظمة العمل الدولية هذا المشروع المهم لإنشاء خطٍ ساخن لعاملات المنازل بوزارة العمل في لبنان".

باتت الاتفاقية رقم 189 التي أُقرت في حزيران/يونيو 2011 أول معيار عملٍ دولي يضمن تمتع العمال المنزليين بالحقوق الأساسية نفسها التي يتمتع بها باقي العمال، وهي تشمل تحديد ساعات العمل، وأيام الراحة الأسبوعية، والحد الأدنى للأجور، والتعويض عن العمل الإضافي، والضمان الاجتماعي، ووضوح أحكام وشروط عقد العمل.

ووفقاً لمنظمة العمل الدولية، يبلغ عدد العمال المنزليين في جميع أنحاء العالم زهاء 53 مليون عاملٍ وعاملة، وتشكل النساء 83 في المائة منهم. والعمال المنزليون من بين أضعف فئات العمال في العالم نظراً لعدم وجود شروطٍ واضحة للتعاقد معهم، وغياب آليات الدفع المنتظمة لهم، وبقاء كثيرٍ منهم غير مسجل.

وقال الأب بول كرم رئيس رابطة كاريتاس لبنان: "هذا الخط هدفه تلاقي الجهد المشترك بين كاريتاس والوزارة والعاملين الذين في حال تعرضهم لمشاكل متنوعة قد تستدعي تدخلاً سريعاً لإيجاد الحل، يجدون من يسمع شكواهم ليواكبهم في الوصول إلى الحل المناسب من أجل إحقاق الحق. وسيتواصل تعاوننا مع الوزارة بغية تحقيق الأهداف المشتركة، ومنها إصدار قانونٍ يتعلق بالعمال المنزليين والمصادقة على الاتفاقية رقم 189".
تشير التقديرات إلى أن عدد العمال المنزليين المهاجرين في لبنان يزيد عن 200 ألف عاملٍ وعاملة، وأغلبهم قادمٌ من إثيوبيا وبنغلاديش والفلبين وسريلانكا.

ويُسمح للعمال المهاجرين بدخول لبنان والإقامة فيه في ظل نظام الكفالة دون وجود أي بديلٍ قانوني آخر لأن قانون العمل لا يشملهم. ويَمنح هذا النظام أصحاب العمل مزايا تفوق ما يمنحها للعمال المنزليين الذين يستثنيهم من الحمايات التي يوفرها قانون العمل.

ويواجه كثيرٌ من العمال المنزليين المهاجرين مجموعةً كبيرة من العقبات القانونية والاجتماعية والمالية والثقافية، وهم عرضةٌ لأشكالٍ مختلفة من سوء المعاملة التي غالباً ما يتجاهلها المجتمع والسلطات العامة. ويتضمن ذلك استغلال صاحب العمل وإساءته لهم، وعدم دفع أجورهم أو دفع أجورٍ متدنية لهم، والأذية الجسدية والجنسية والنفسية، وأعباء العمل الثقيلة، وساعات العمل الطويلة جداً، والحبس داخل المنزل، والحرمان من الطعام، ومصادرة ثبوتياتهم ومنعهم من التواصل مع ذويهم، وحرمانهم من العودة إلى بلادهم، ورفض تزويدهم بالموافقة على الخروج من البلاد. ولهذا السبب، فإنهم بحاجةٍ إلى الحصول على خدماتٍ تؤمن لهم بعض الحماية.

وقد دَرَّب كاريتاس لبنان الذي لديه مسبقاً خطٌ ساخن للعمال المنزليين المهاجرين الذين يتعرضون للإساءة 7 أخصائيين اجتماعيين من الوزارة على سبل الرد على مكالمات العمال المهاجرين، خاصةً مع وجود عوائق لغوية والظروف المعقدة التي غالباً ما تواجه العمال. ويتناوب هؤلاء الأخصائيون في الرد على المكالمات على الخط الساخن على مدى 24 ساعة، فيسجلون الشكاوى، ويقدمون معلوماتٍ عن حقوق العمال والأشكال المحتملة لسوء المعاملة أو الاستغلال، ويحيلون المشتكين إلى مرافق الرعاية الصحية والمأوى والمساعدة القانونية.

وستُطلَق حملةٌ إعلامية تُعرض فيها سلسلةُ لوحاتٍ إعلانية كُتبت بعددٍ من اللغات، ومنها الأمهرية والبنغالية والسنهالية والنيبالية، على أن توضع في أماكن عامةٍ بارزة في جميع أرجاء لبنان لإطلاع العاملات المهاجرات على الخط الساخن الذي يمكن الاتصال به على الرقم 1740 من داخل لبنان.

وتحضيراً لإطلاق الخط الساخن، مَوَّلت منظمة العمل الدولية سابقاً عملية تحديث برمجيات الخط الساخن وشراء المعدات ذات الصلة التي تربط العمل الميداني الذي يقوم به الاخصائيون الاجتماعيون بأحد مُخدِّمات الوزارة. ومول الاتحادُ الأوروبي مشروع "تعزيز حقوق عاملات المنازل المهاجرات في لبنان" التابع لمنظمة العمل الدولية والذي بادر مشروع الخط الساخن.