مساعدة اللاجئين السوريين في تنظيم أوضاعهم في العمل عبر التعاونيات​

تعمل منظمة العمل الدولية مع التعاونيات الزراعية لمساعدة اللاجئين السوريين في الحصول على تصاريح عمل خلال ثلاثة أشهر، وهي فترة السماح التي أعلنت عنها الحكومة الأردنية كخطواتٍ لاحقةٍ لتحسين دخول اللاجئين السوريين إلى سوق العمل المنظم.

مقالة تحليلية | ٢٦ يونيو, ٢٠١٦
ويقول عبد العزيز الحسين، الذي بقي سنوات يعمل بدون تصريح عمل ساري المفعول، إنه كان يعيش في خوف دائم من التعرض للملاحقة من قبل مفتشي العمل.
صبحا - الأردن (أخبار م.ع.د) منذ هروبه من مسقط رأسه في مدينة حلب السورية عام 2012 يعمل عبد العزيز الحسين وهو بعمر السادسة والعشرين في مزرعة في قرية صبحا شمال الأردن قرب الحدود السورية. وهو يحصل على ستة دنانير أردنية (تعادل 8.5 دولار) مقابل قطف الخوخ و النكتار لمدة ثمانية ساعات يومياً ليدعم والدته وأخوانه.

إن العمل في الأردن لسنواتٍ دون الحصول على تصريح عملٍ قانونيٍ يعني أنه ينبغي عليه أن ينظر دائماً حوله.

"عندما وصلنا إلى الأردن كانت الحياة صعبة للغاية. يقول الحسين" لم يكن لدينا تصاريح عمل وعشنا في خوفٍ مستمرٍ من أن يتم ضبطنا من قبل مفتشي العمل، هناك الكثير من الضغط علينا في مجال الحصول على عمل. أخبرونا أنه يتوجب علينا أن لا نعمل دون تصاريح عمل وكنا قلقين دائماً من حدوث مشكلةٍ مع السلطات".

عائلة الحسين هي واحدة من عشر عائلات تعيش في مخيم غير رسمي قرب المزرعة. حتى وقت قريب كان معظم سكان المخيم لا يمتلكون تصاريح عمل. يقولون أنهم تأخروا في الحصول على تصاريح عمل بسبب عددٍ من العوائق منها تكلفة الطلب ونقص أوراقهم القانونية.

لكن العائق الأكبر كان في صعوبة الحصول على صاحبِ عملٍ أردنيٍ يقبل الحصول على تصريح عمل لهم.

فترة سماح

نشكر قرار الحكومة الحالي بإعطاء اللاجئين السوريين فترة سماح لمدة ثلاثة أشهر للحصول على تصاريح عمل إن الحسين والكثيرون مثله أعطوا فرصةً لتشريع وضعهم العملي في قطاعات محددة مفتوحة لغير الأردنيين.

وفي نيسان قامت وزارة العمل الأردنية وبالتوازي مع توصيات منظمة العمل الدولية بإعفاء الطلب من الرسوم والسماح للعمال السوريون باستخدام هوياتهم التي حصلوا عليها من وزارة الداخلية الأردنية - عوضاً عن جواز السفر - للحصول على تصاريح عمل.

يأتي هذا القرار عقب إعلان الأردن عن الاتفاق في مؤتمر المانحين الذي عقد في لندن في بداية هذا العام الذي وافق فيه الأردنيون على تقديم تسهيلاتٍ لعددٍ محددٍ من السوريين في سوق العمل مقابل تحسين وصولهم إلى السوق الأوربية وزيادة الاستثمار وتسهيل القروض.

ويتجاوز عدد اللاجئين السوريين المسجلين في الأردن الآن 650ألف لاجئ يعيش معظمهم خارج مخيمات اللاجئين. كما قدرت الحكومة عدد إجمالي السوريين في الأردن بأكثر من 1.3 مليون. وقد أسفر وجودهم في المجتمعات المحلية المضيفة عن توسع الاقتصاد غير المنظَّم وانخفاض الأجور وتعذر الحصول على الخدمات العامة وانتشار ظاهرة عمل الأطفال.

وكجزءٍ من تفاعل الأردن مع أزمة اللاجئين السوريين تعمل منظمة العمل الدولية مع الحكومة لتحسين دخول اللاجئين السوريين وأعضاء من المجتمعات المحلية المضيفة إلى سوق العمل الأردني المنظم . وتدرس منظمة العمل الدولية القطاعات الاقتصادية الرئيسية في الأردن من أجل العثور على وسائل عملية لزيادة انخراط اللاجئين السوريين في سوق العمل بما يسد النقص في اليد العاملة ويفيد المجتمعات المحلية المضيفة للاجئين ويسهم في تعزيز الاقتصاد الأردني بشكلٍ عام.

يشمل العمل الآن شراكة مع الجمعيات التعاونية الزراعية في إربد والمفرق للمساعدة في تسهيل عملية طلب تصريح العمل.

تقول مها قطاع منسِّقة مشروع الاستجابة لأزمة اللاجئين السوريين من منظمة العمل الدولية "لقد اتخذت الحكومة الأردنية خطوات لتسهيل حصول اللاجئين السوريين على تصاريح عمل لكنها لم تؤد في بدايتها لزيادة مهمة في عدد تصاريح العمل في القطاع الزراعي" قالت قطاع " عقدت منظمة العمل الدولية مناقشات مع اللاجئين السوريين المزارعين ووجدت أنه بالرغم من هذه الإجراءات فإن قلة أصحاب العمل الراغبين والقادرين على تقديم الطلبات هي السبب الرئيسي لبطء المتابعة".

وبالنتيجة قدمت وزارة العمل وبالتشاور مع منظمة العمل الدولية شكلاً جديداً يشمل فصل طلب تصريح العمل عن وجود صاحب عمل محدد في القطاع الزراعي والسماح للتعاونيات بقبول إعطاء تصاريح عمل للاجئين السوريين.

تشمل المبادرة نشر تعليمات واضحة لمديريات العمل في المحافظات لتمكينهم من اصدار تصاريح عمل لأكبر عدد ممكن من العمال السوريين. كما يشمل حملات إعلامية داخل مجتمعات اللاجئين عن كيفية الحصول على تصاريح عمل وعن حقوقهم واستحقاقاتهم ضمن قانون العمل.

دور التعاونيات

قال منصور الفواز رئيس ائتلاف الجمعيات التعاونية الزراعية في البادية الشرقية في المفرق أن التعاونيات تلعب دوراً حيوياً في العملية.

قال الفواز "إن دورنا وبالتعاون مع منظمة العمل الدولية هو رفع الوعي حول أهمية تصاريح العمل عبر زياراتٍ ميدانيةٍ ورسائل نصية وغيرها من وسائل الاتصال، كما سهلنا العملية بالقيام بالإجراءات الورقية بأنفسنا وتقديمها لمديريات العمل حيث لا يتوجب على العمال القيام بها وهذا يعتبر حافزاً كبيراً للعمال"

تعمل صالحة الحسين في مزرعة في بلدة صبحا الأردنية منذ أربع سنوات. وحتى وقت قريب، لم تكن تعرف أنه يحق لها الحصول على تصريح عمل.
صالحة الحسين التي كانت تعمل في مزرعة في صبحا لمدة أربع سنوات لم تكن تعلم أن لها الحق في الحصول على تصريح عمل حتى التقت بممثلي التعاونية وموظفي منظمة العمل الدولية. تقول إنها تفهم الآن ما هي فوائد الحصول على تصريح عمل.

"لقد شجعونا للحصول عليه. والآن لديّ تصريحي وأشعر بالمزيد من الراحة والسهولة في العمل. أشعر بالحرية".

قال محمد الزبون مدير عمل المفرق أن فريقه ضَمِنَ نجاح النموذج الجديد عبر التنسيق مع التعاونيات المحلية. منذ بداية فترة السماح عقد الزبون وفريقه اجتماعاً مع العمال السوريين لتشجيعهم للوصول إلى التعاونيات للمساعدة.

"إن هذا المشروع قاد الى تحسين التماسك الاجتماعي بين اللاجئين السوريين والمجتمع المحلي" قال الزبون "كما أنه يساعد اللاجئين السوريين للاستقرار في العمل والحياة في الأردن".

زيادة الطلب على تصريح العمل

وفقاً لوزارة العمل تم تقديم ما يناهز 12000 تصريح عمل للاجئين السوريين منذ نيسان/أبريل. وقبل البدء في تطبيق النموذج الجديد كان عدد تصاريح العمل في القطاع الزراعي للاجئين السوريين أقل من 200. وعبر التوجه الجديد ازداد العدد إلى قرابة 2500 تصريح عمل في القطاع الزراعي وبما فيها 1420 تصريح أُصدرت من قبل التعاونيات.

قالت منظمة العمل الدولية أنها تتمنى تمديد فترة السماح التي من المفترض أن تنتهي في 4 تموز/يوليو للسماح لمنظمة العمل الدولية بتمديد عملهم لمناصرة ودعم التعاونيات في محاولةٍ للوصول إلى أناس أكثر.

تقول قطاع "نسعى للوصول لـ 4000 لاجئ سوري في القطاع الزراعي قبل نهاية هذا العام كما نأمل استهداف عدد من العمال في قطاعات أخرى. هذه الجهود كلها هي جزء من عملية تنظيم عمل العمال من اللاجئين السوريين في الأردن ومساعدة الحكومة الأردنية على إنجاز التزاماتها في وثيقة الأردن".