اليوم العالمي للتعاونيات

التعاونيات: فكرةٌ قديمة لكنها أصبحت في عالم اليوم أكثر شيوعاً منذ أي وقتٍ مضى

يقول غاي رايدر المدير العام لمنظمة العمل الدولية بمناسبة اليوم العالمي للتعاونيات إن التعاونيات سر النجاح في تحقيق أهداف التنمية المستدامة التي وضعتها الأمم المتحدة بحلول عام 2030.

بيان | ٠١ يوليو, ٢٠١٦
© Bob Nichols/USDA
يطيب لي الانضمام إلى الحركة التعاونية في شتى أرجاء المعمورة في الاحتفاء بهذا اليوم العالمي للتعاونيات.

وشعار اليوم العالمي لهذا العام "التعاونيات: القوة للعمل من أجل مستقبلٍ مستدام" لم يأتِ في حينه فحسب عقب الإجماع على اعتماد جدول أعمال التنمية المستدامة 2030 في أيلول/سبتمبر 2015، بل يوفر أيضاً فرصةً مهمة لإلقاء الضوء على العمل البارز للتعاونيات ومساهمتها الرئيسية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
 
وليست التعاونيات فكرةً جديدة, بيد أنها غدت أهم من أي وقتٍ مضى إذا نظرنا نحو فرص التنمية و تحدياتها التي يواجهها العالم أثناء العقود المقبلة.

وعالم الأعمال اليوم عند مفترق طرق. فثمة حاجةٌ لخلق أكثر من 600 مليون فرصة عملٍ عالمياً بحلول عام 2030 لمواكبة الزيادة في عدد العمال. علاوةً على ذلك، لا بد من تحسين جودة فرص العمل بهدف تمكين النساء والرجال للهروب من براثن الفقر والاقتصاد غير المنظَّم.

وقد أظهرت عدة تعاونياتٍ في شتى أرجاء المعمورة قدرتها على توفير فرص عملٍ جيدة، ما يدعم التنمية المستدامة. وهي تسهم في تحقيق الهدف الثامن من أهداف التنمية المستدامة لأن سبل معيشة ملايين الناس في جميع أنحاء العالم تعتمد على التعاونيات، كما تساهم في تحقيق عددٍ من الأهداف الأخرى، منها تلك الخاصة بخفض معدلات الفقر والقضاء على الجوع وتحقيق المساواة بين الجنسين والسِلم والعدالة.

وعلى مر العقود، قدمت التعاونيات نموذجاً مرناً وديمقراطياً ومستداماً يمكن تحقيقه اقتصادياً للقيام بالأعمال في سائر المجالات الاقتصادية.

ولتسليط الضوء على هذه الإنجازات وبالتعاون مع الحلف التعاوني الدولي، أصدرت منظمة العمل الدولية في عام 2014 دراسةً تظهر أمثلةً تبين كيف تساعد التعاونيات في تحقيق التنمية المستدامة. وأسهمت هذه الدراسة في النقاش الذي أفضى إلى اعتماد جدول أعمال التنمية المستدامة.

تواصل التعاونيات جنباً إلى جنب مع غيرها من المنشآت الصغرى والصغيرة والمتوسطة لعب دورٍ رئيسي في توفير العمل اللائق للجميع، بما فيهم الشباب. فهي تَحد من العقبات التي تَحول دون الدخول إلى عالم ريادة الأعمال وتضطلع بدورٍ رئيسي في تنظيم العمل في الاقتصاد غير المنظَّم. ويسفر هذا عن تحسين ظروف العمل وتعزيز سبل كسب العيش لملايين العمال وعائلاتهم حول العالم.

ولهذه الأسباب وغيرها، تقر منظمة العمل الدولية بدور التعاونيات كعوامل دافعة للتنمية المستدامة، وتبقى داعماً قوياً لنموذج المؤسسة التعاونية. ونحن نتطلع لمتابعة العمل مع الحركة التعاونية لجعل التنمية المستدامة والعمل اللائق حقيقةً واقعة لكل النساء والرجال.