أزمة كوفيد-19 في العراق تؤثر تأثيراً كبيراً على العاملين الشباب وعمال القطاع غير المنظم

يبرز تقييم سريع أجري حديثاً الآثار المدمرة لجائحة كوفيد-19على العمال الضعفاء وأسرهم وعلى المنشآت الصغيرة في العراق.

بيان صحفي | ١٦ يوليو, ٢٠٢٠
ILO/APEX
العراق (أخبار م. ع. د) - أظهر تقييم سريع أجري حديثاً لتداعيات جائحة كوفيد-19 على الأسر الضعيفة والمنشآت الصغيرة في العراق أثرها الضار على الوظائف والدخل، ولا سيما بين العمال الشباب والعاملين في القطاع غير المنظم.

استند التقييم إلى عينة ضمت 3,265 أسرة و1,175 منشأة، وبحث تحديات التوظيف قبل تدابير الإغلاق وآثار كوفيد-19 على العمال الضعفاء وأسرهم فيما يتعلق بفرص العمل والدخل والأوضاع الاقتصادية وآفاق المستقبل القريب. وتناول التقييم أيضاً آثار الوباء على المنشآت الصغيرة بما في ذلك سبل تكيفها مع التحديات الجديدة الناجمة عن الوباء وتبعاته على العمال.

قامت منظمة العمل الدولية ومؤسسة فافو النرويجية لأبحاث العمل والدراسات الاجتماعية بإجراء التقييم في حزيران/يونيو 2020 بالتعاون مع مجموعة العمل الخاصة بالدعم المالي للمستحقين في العراق (CCI) والتي تضم المجلس الدنماركي للاجئين ومنظمة ميرسي كوربس والمجلس النرويجي للاجئين وأوكسفام وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

أظهر التقييم أنه حتى قبل الوباء كانت معدلات البطالة مرتفعة بين النساء والشباب، فضلاً عن ارتفاع نسبة العاملين في القطاع غير المنظم. فقد أشارت الغالبية العظمى من المشاركين في التقييم أنها لا تمتلك أي ضمان اجتماعي أو صحي. وصرح قرابة ربع المشاركين الذين كانوا يعملون قبل تدابير الإغلاق أنهم سرحوا بشكل نهائي، بينما وصلت نسبة المسرحين إلى 36 بالمئة في الفئة العمرية 18-24 عاماً.

انخفض دخل المشاركين الذين كانوا يعملون دون عقود موثقة بنسبة 40 بالمئة في الأشهر الأخيرة. وذكر 16 بالمئة فقط من الأسر المشاركة أنهم يمتلكون مدخرات، وقال 85 بالمئة أن مدخراتهم تكفي ثلاثة أشهر كحد أقصى.

تقول مها قطاع المنسق القطري لمنظمة العمل الدولية في العراق: "تظهر النتائج درجة تأثير الجائحة على الأسر الضعيفة اقتصادياً، ومحدودية الآليات المتوفرة لمساعدتها على التأقلم". وتضيف: "كما تظهر أن النساء والعمال الشباب كانوا يواجهون أصلاً تحديات كبيرة في إيجاد الوظائف قبل أزمة كوفيد-19. وفاقمت الحالة الراهنة وضعهم لأنهم أصبحوا حالياً يواجهون عقبات إضافية في الحصول على وظائف لائقة والمحافظة عليها".

الأثر على المنشآت الصغيرة

أظهر التقييم أن ثلث المنشآت المشاركة لم تتأثر بالجائحة بينما خفضت 39 بالمئة منها ساعات عملها. وأغلقت 16 بالمئة أبوابها نهائياً.

صحيح أن منشآت قليلة سرحت عمالها بشكل دائم أو مؤقت، إلا أن معظمها لا يسدد أجور العاملين غير القادرين على العمل. وعبرت نصف المنشآت المشاركة تقريباً عن ثقتها بقدرتها على الصمود في وجه الأزمة بينما قال 33 بالمئة أنهم غير واثقين من ذلك. وقالت أغلب المنشآت المشاركة أنها لا تعلم بوجود أي حزم دعم تقدمها الحكومة أو أي جهات أخرى لمساعدتها في مواجهة الأزمة الحالية. وكان الدعم المالي المباشر هو الأكثر طلباً يليه الدعم الحكومي في دفع الأجور.

يقدم التقرير توصيات رئيسية لتنفيذ إجراءات مباشرة وسياسات طويلة الأجل. وتتضمن التوصيات في المدى القريب ضمان إطلاع العمال والأسر والمنشآت على حزم الدعم الحالية المتاحة لها، وتقديم الدعم النقدي والعيني للعمال والمنشآت التي خسرت دخلها بسبب كوفيد-19. وعلى المدى الطويل، يوصي التقرير بتقديم مزايا ضمان اجتماعي متساوية لموظفي القطاعين العام والخاص في العراق بغض النظر عن الجنسية أو المنزلة الاجتماعية لضمان إشراك الشرائح الأكثر ضعفاً في أنظمة الحماية الاجتماعية التي تعزز أمن الدخل الأساسي، وحصولهم على الخدمات الصحية.

أجري التقييم في إطار مبادرة أكبر تهدف إلى دراسة أثر كوفيد-19 على أسواق العمل في العراق والأردن ولبنان، وهو الأخير في الدفعة الأولى من الدراسات التي تبحث أثره الاقتصادي المباشر على الأسر الضعيفة والمنشآت. ويجري إعداد مسوح متابعة للأشهر المقبلة لدراسة الأثر الاقتصادي للأزمة على الدول الثلاثة في المدى البعيد.