اتجاهات الاستخدام العالمية 2014

الحد من عدد العمال الفقراء يراوح مكانه

يشير تقرير "اتجاهات الاستخدام العالمية 2014" الصادر عن منظمة العمل الدولية إلى أن عدد العمال الفقراء انخفض انخفاضاً كبيراً خلال عقد من الزمن، لكن هذا التقدم توقف في عام 2013. ويتطلب تحقيق تحسينات إضافية إخراج العمال خارج دائرة العمل الهش وغير المنظم، وضمان ظروف عمل لائقة لهم.

خبر | ٢١ يناير, ٢٠١٤
بيروت (أخبار م. ع. د) – تقول منظمة العمل الدولية في تقريرها الذي يحمل عنوان "اتجاهات الاستخدام العالمية 2014" إن عدد العمال الفقراء انخفض انخفاضاً كبيراً خلال عقد من الزمن، لكن هذا التقدم توقف في عام 2013.

وتشير التقديرات إلى أن 375 مليون عامل كانوا يعيشون على أقل من دولار وربع يومياً في عام 2013 مقارنة بـِ 600 مليون عامل في أوائل القرن الحادي والعشرين، أي بمعدل انخفاض سنوي قدره 12 في المائة. لكن التقدم توقف، ولم يتراجع عدد العمال الذين يعيشون في فقر مدقع في عام 2013 إلا بنسبة 2.7 في المائة عالمياً.

ويعكس هذا الاتجاه وصول الاستخدام الهش إلى ذروته، والذي تعرّفه منظمة العمل الدولية بأنه مجموع العاملين لحسابهم الخاص ولحساب أسرهم. وقد ازداد الاستخدام الهش بنسبة 1 في المائة تقريباً في عام 2013، وهو نسبة أعلى بكثير من معدّل النمو قبل الأزمة المالية والذي بلغ 0.2 في المائة.

أين هي الوظائف الجيدة؟ 

لا تزال الوظائف الهشة ووظائف القطاع غير المنظم العمل الوحيد المتاح لكثير من الناس في العالم الثالث. وتتصف هذه الوظائف في أغلب الحالات بتدني الأجور، وضعف استقرار الوظيفة، وظروف العمل السيئة، وقلة الحماية الاجتماعية أو انعدامها.

وجاء في التقرير الذي أعده قسم البحوث في منظمة العمل الدولية: "من الضروري إخراج عدد أكبر من العمال خارج القطاع غير المنظم بهدف تحسين ظروف العمل وتوليد إيرادات ضريبية تحتاجها الحكومة لتعزيز أنظمة الرعاية الاجتماعية. وفي هذا الصدد، يرتبط خفض عدد العمال الفقراء ارتباطاً وثيقاً بتراجع نسبة العاملين في القطاع غير المنظم".

ولا يزال الاستخدام في القطاع غير المنظم منتشراً في معظم الدول النامية مع وجود اختلافات إقليمية كبيرة. وترتفع معدلات العاملين في هذا القطاع بشكل خاص في منطقتي جنوب آسيا وجنوب شرق آسيا لتصل إلى 90 في المائة من إجمالي عدد العاملين في بعض البلدان. وعلى الرغم من أن أكبر تقدم أُحرز في الحد من الفقر كان في هاتين المنطقتين، إلا أن ارتفاع نسبة الاستخدام في الاقتصاد غير المنظم يشكل على الأرجح عائقاً أمام الحد من الفقر بشكل مستدام.

ويقول غاي رايدر المدير العام لمنظمة العمل الدولية: "هذا يظهر بوضوح بأن خلق فرص عمل لائقة هو الأولوية الإنمائية الأشد إلحاحاً في العالم، ويجب أن تصبح في صميم أجندة التنمية عندما يتبنى المجتمع الدولي أهدافاً إنمائية جديدة لما بعد عام 2015. كما يُعتبر التغلب على الاستخدام الهش والعمل في الاقتصاد غير المنظم أساسياً في القضاء على الفقر بطريقة مستدامة".