بقلم السيد زياد سعد

أنا مربي نحل من قضاء القرنة في مدينة البصرة جنوب العراق. أمتلك أيضًا مزرعة صغيرة أديرها بمساعدة أقاربي وأحيانًا عمال مزرعة مؤقتين.

لديّ شهادة علمية في الإعلام والاتصالات، لكنني كنت دائمًا مزارعًا ومربيًا للنحل.

كان آباؤنا وأجدادنا مزارعين أيضًا. لدينا علاقة بأرضنا من الصعب وصفها. نحن نحب مزارعنا، وخاصة أشجار النخيل لدينا. عملنا و حياتنا في هذه المزارع مترابطة.

من خلال عملنا، نهتم ببيئتنا ونضمن ازدهار أشجارنا. تزودنا أشجارنا بالمساحات الخضراء، وتزودنا بالأكسجين، وتوفر لنا الظل. اشجارنا تمدنا بالسعادة.

في نفس الوقت ، عملنا في الزراعة يعزز الفرص الاقتصادية والأمن والاعتماد على الذات. يسمح لنا بأن نكون مستقلين.

هذا هو السبب بأننا نحاول زرع الوعي بين مجتمعنا حول أهمية مزارعنا، خاصة في هذه المناطق الفقيرة الموجودة هنا.

أحب أن أكون نشطًا في مجتمعي؛ أقوم بعمل تطوعي في المزارع للتأكد من أن جودة الأشجار عالية وأعمل على رفع مستوى الوعي بين المزارعين الآخرين بشأن القضايا التي تهمهم.

لقد أنشأنا مجموعات مختلفة على Facebook و WhatsApp تتخصص في أشجار السدرة ومزارع التمور وتربية النحل، من بين أمور أخرى. نحن نناقش القضايا المتعلقة بالزراعة - التحديات التي يواجهها المزارعون ونحاول تقديم اقتراحات أو إرشادات.

في شهر أكتوبر من العام الماضي، انضممت إلى برنامج تدريبي لمدة ستة أيام حول الصحة والسلامة المهنية، نظمته منظمة العمل الدولية ومنظمة السلام والحرية (PFO). غطى التدريب قضايا تتعلق بالسلامة في العمل وأنواع مختلفة من إصابات العمل وطرق الوقاية منها. ناقشنا أيضًا أهمية وجود إرشادات للسلامة في العمل ودورات تدريبية لأصحاب المزارع والعاملين بها لزيادة وعيهم بالمخاطر المرتبطة بالعمل في المزارع.

بعد التدريب، بدأنا مناقشة موضوع الصحة والسلامة في العمل بين جميع مجموعاتنا. من خلال هذه المجموعات، أحاول نقل المعرفة التي تعلمتها حول الصحة والسلامة المهنية إلى مالكي المزارع الآخرين وعمال المزارع، وكان هذا مفيدًا جدًا للمزارعين الذين لم يتمكنوا من حضور التدريب.

أضفنا أيضًا بعض المعلمين إلى هذه المجموعات، لذا إذا كانت لدينا أية أسئلة أو مخاوف، فيمكننا الاتصال بهم مباشرة. إنهم يساعدون على رفع مستوى الوعي بين المزارعين حول استخدام الأسمدة والمبيدات الحشرية والمخاطر المرتبطة باستخدامها، واستخدام معدات الوقاية، مثل ارتداء النظارات والقفازات، وغيرها من القضايا التي تهم المزارعين.

لا يستطيع العديد من المزارعين الوصول إلى هذه المعلومات. لكنهم جميعًا بحاجة إلى أن يكونوا على دراية بهذه القضايا. قيل لنا خلال التدريب، أن أكثر من مليوني شخص يموتون كل عام في جميع أنحاء العالم من الإصابة أو المرض المهني. لذلك فإنه من الهام جدا حصول العمال على المعرفة التي يحتاجونها لضمان سلامتهم وصحتهم في مكان العمل.

****

شارك زياد سعد في برنامج تدريب المدربين حول الصحة والسلامة المهنية لمدة ستة أيام في البصرة، والذي نفذته منظمة العمل الدولية ومنظمة السلام والحرية في إطار مشروع لمنظمة العمل الدولية بعنوان "تعزيز الحوكمة والتفتيش وظروف العمل في مواجهة وباء كوفيد-19"، الذي يدعمه الاتحاد الأوروبي. استهدف التدريب، الذي جرى أيضًا في محافظة دهوك، ما مجموعه 42 امرأة ورجلًا من خلفيات مختلفة، وغطى القضايا المتعلقة بالصحة والسلامة المهنية وتقنيات التدريب، بناءً على إرشادات منظمة العمل الدولية.