من التشغيل العاجل للشباب إلى المشروعات الخاصة - عمل مشترك بين برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومنظمة العمل الدولية في اليمن

نجاح علي امرأة تبلغ من العمر 24 عامًا من محافظة حجة في اليمن. زوجها عاطل عن العمل، ووالدها متقاعد. لديها شقيقان وست شقيقات. وتصاعد الصراع الدموي في اليمن في عام 2015 جعل نجاح - والكثير من أمثالها في اليمن - بحاجة ماسة إلى مصدر دخل لإطعام أسرتها وتلبية احتياجاتها الأساسية.

خبر | ٠٤ أكتوبر, ٢٠١٧
أثبتت نجاح أنها امرأة طموحة ومثابرة عندما أصبحت، رغم فشل محاولات سابقة لإقامة مشروعها الخاص، إحدى المستفيدات من مكون كسب العيش في منهجية 3×6 التي نفذها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومنظمة العمل الدولية، في إطار مشروع تعزيز القدرة على الصمود في المناطق الريفية في اليمن.

تقول نجاح سعيد: "كانت مشاركتي في البرنامج محاولة لتجاوز المأزق الذي كنت أواجهه. أردت أن أكون مستقلة – لطالما حلمت بذلك، ولقد عملت بجد لتحقيق هذا الحلم".

في إطار منهجية 3×6، شاركت 14 امرأة في دورات تدريب على المهارات الحياتية ودورات خاصة ببدء مشروع تجاري. وقد قدمت منظمة العمل الدولية البرنامج التدريبي تحت عنون مشروعي الأول، وهو نسخة معدلة عن برنامج منظمة العمل الدولية "ابدأ مشروعك" الذي يستهدف على وجه التحديد الشابات والشبان العاطلين عن العمل.

الأهداف المباشرة للبرنامج:
  • تنمية مهارات ريادة الأعمال لدى الشباب والشابات.
  • تطوير معارف ومهارات المشاركين لبدء مشاريعهم الصغيرة وتشغيلها مع مراعاة القضايا البيئية.
وقد شاركت نجاح علي في دورة التدريب "مشروعي الأول"، وتمكنت من وضع خطة عمل لفكرة مشروعها.

وتضيف نجاح: "اعتقدت في البداية أن الدورة ستكون صعبة جداً، ولكن فور التحاقي بها، بدأت أفهم أفكارًا عديدة لمشاريع أعمال لم أكن أعرفها. لقد أحببت تصميم الدورة الذي اتسم بالتشاركية الحقيقية وتضمن جلسات عملية جعلت المواد بسيطة وسهلة الفهم".

تمكنت نجاح من توليد دخل وادخار رأس مال عبر أنشطة النقد مقابل العمل بقضاء 30 يومًا في بناء كوخ وزراعة حقل. وبعد مشاركتها في برنامج "مشروعي الأول"، قدمت - مع خمس مشاركين آخرين (مبادرة جماعية) - خطة عمل قابلة للتطبيق لإقامة متجر للملابس الجاهزة. تضاعف رأس مال كل مشارك ثلاث مرات، وقُدمت منحة بدء المتجر الجديد من قبل المشروع.

واختتمت نجاح قائلة: "لا أستطيع أن أصدق أن حلمي أصبح حقيقة. العمل مزدهر، ونحقق إيرادات جيدة. ساعدتني الدورة التدريبية في بناء ثقتي بنفسي واكتساب المهارات والمفاهيم الإدارية اللازمة لبدء مشروعي. أنا الآن امرأة عاملة قادرة ماليًا على إعالة أسرتي".

برنامج تعزيز القدرة على الصمود في المناطق الريفية في اليمن مبادرة مشتركة يمولها الاتحاد الأوروبي وتنفذها منظمة الأغذية والزراعة، ومنظمة العمل الدولية، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وبرنامج الأغذية العالمي في أربع محافظات يمنية (حجة، الحديدة، لحج، أبين). يهدف هذا البرنامج، ومدته ثلاث سنوات، إلى تعزيز القدرة على الصمود والاعتماد على الذات في المجتمعات الريفية المتأثرة بالأزمات عبر دعم سبل العيش والتعافي، والحكم المحلي، والتلاحم الاجتماعي وزيادة فرص الحصول على خدمات الطاقة المستدامة.

أدى أكثر من 30 شهرًا من الصراع إلى تفاقم مواطن الضعف المزمنة في اليمن، فبات زهاء 18.8 مليون شخص بحاجة إلى المساعدة الإنسانية، أي بزيادة 20 في المائة تقريبًا عن أواخر عام 2014. وارتفع معدل الفقر إلى 62 في المائة خلال هذه الفترة، وبات ملايين الأشخاص اليوم غير قادرين على تلبية احتياجاتهم الأساسية بشكل مستقل. فالصراع والتشرد والتدهور الاقتصادي تمارس ضغوطًا شديدة على الخدمات الأساسية الضرورية وعلى المؤسسات التي توفرها، مما يدفعهما إلى الانهيار التام. وتزداد أكثر فأكثر الرواتب غير المدفوعة لموظفي المرافق الصحية والمعلمين وغيرهم من العاملين في القطاع العام، مما يترك 1.25 مليون موظف حكومي و6.9 مليون معال (أي قرابة 30 في المائة من السكان) دون دخل في وقت يتسم بازدياد العجز وارتفاع الأسعار. وكنتيجة مباشرة للنزاع، فقد قرابة 8 ملايين يمني سبل عيشهم أو يعيشون في مجتمعات توفر الحد الأدنى من خدمات أساسية قليلة أو تفتقر لها كلية. وبالتالي، تحتاج المجتمعات المحلية، لاسيما في المناطق الريفية، إلى دعم لتعزيز قدرتها على الصمود.