أضواء على التعاونيات

أول جمعية تعاونية نسائية للسبَّاكات في الأردن

تقدم جمعية السبَّاكات النسائية التعاونية في الأردن خدمات السِباكة والتصليح للمنازل مع توعية الأردنيات بأهمية ترشيد المياه والطاقة في منازلهن.

مقالة | ١٢ يونيو, ٢٠١٧

ما هي جمعية السِباكة والطاقة التعاونية؟

عضوات الجمعية المشاركات في التدريب.
تأسست جمعية السِباكة والطاقة التعاونية في تموز/يوليو 2015 بعضوية 14 امرأة يحملن شهادات مهنية "كمساعدات سباكة ميكانيكيات". وهي أول جمعية تعاونية نسائية في الأردن تعمل في مجال السباكة. وجاءت فكرة الجمعية من رئيستها الحالية خولة الشيخ، وهي أول امرأة تعمل سبَّاكة محترفة في الأردن عقب اجتيازها امتحان رسمي عام 2006 بعد المشاركة في دورة تدريبية مهنية مدة سنتين مع 16 امرأة أخرى حصلن في أعقابها على رخصة للعمل في مجال السباكة.

وفي العقد التالي، واصلت خولة تدريب نساء أخريات، ما أفضى إلى إنشاء جمعية السباكة والطاقة التعاونية التي تضم حالياً 19 عضوة، وجميعهن حاصل على شهادات مهنية. وتقدم عضوات الجمعية خدمات السِباكة والتصليح والتدريب للأردنيات ومؤخراً للاجئات السوريات حول أساسيات السِباكة وترشيد استهلاك المياه والطاقة في المنزل. وقد جاءت فكرة إنشاء الجمعية أثناء مناقشات جرت بين المتدربات عندما بدأن يدركن أن الأعمال التي تملكها المرأة في مجال السِباكة ستستفيد من تضافر جهودهن. ومنذ عام 2016، منحت الجمعية تراخيص لأربعين أردنية وسورية في مجال السِباكة. وهي الجمعية التعاونية الوحيدة المعتمدة من وزارة العمل لترخيص السبَّاكات. وتعمل الجمعية أيضاً مع مؤسسة التدريب المهني في الأردن لوضع دورة متقدمة في مجال السِباكة للنساء.

ما هو الفريد في السياق الأردني بالنسبة لمشاركة المرأة في السِباكة؟

يُعتبر الأردن من أجف البلدان في العالم، إذ تغطي الصحراء 80 في المائة من مساحته. وما زاد الطين بلة هو فقدان كميات كبيرة من المياه بسبب تسربها من الأنابيب والصنابير في المنازل، وتضرر شبكة المياه، والتعدي على الشبكة، والإهمال، والهدر. لذا، يبرز ترشيد الموارد المائية كإحدى المسائل الملحة بالنسبة للأردن. وفي التعامل مع فقدان المياه في المنازل، تضطلع المرأة بدور رئيسي لأنها غالباً ما تكون المستخدم النهائي ومدير المياه في المنزل. وفي الوقت نفسه، لا يزال معدل مشاركة المرأة في القوى العاملة في الأردن من بين الأدنى في العالم. وثمة أيضاً صور نمطية قوية عن أدوار المرأة والمهن التي يمكن أن تتولها. وتُعتبر السِباكة مهنة ذكورية في الأردن، ولكن السباكين في الوقت نفسه لا يستطيعون زيارة المنازل دون وجود أحد أفراد الأسرة الذكور، ما يسفر عن تأخير الإصلاح والمزيد من هدر المياه.

وترى خولة أن الجمعية تؤدي دوراً مهماً ليس في ترشيد موارد المياه فحسب، بل وفي تغيير القوالب النمطية عن المرأة أيضاً. وتقدم الجمعية خدمات السِباكة في الصباح فقط كي تتمكن السبَّاكات من تحقيق توازن بين مسؤولياتهن الأسرية والعمل. كما أنها لا تلبي سوى طلبات النساء. وقد باتت الجمعية الآن مشهورة في طول البلاد وعرضها وهي تتلقي كثيراً من طلبات الإصلاح.

كيف تعمل جمعية السِباكة والطاقة التعاونية؟

عضوات الجمعية ينظفن خزان للمياه.
يتكون التدريب المهني الذي تقدمه الجمعية من 30 يوم عمل موزعة على شهرين، وأسبوع واحد من التدريب العملي، ثم امتحان نهائي. وبعدها يمكن للسبَّاكات المعتمَدات اختيار إما بدء عملهن الخاص أو الانضمام إلى الجمعية. ولا يمكن سوى للسبَّاكات المرخص لهن الانضمام إلى الجمعية بعد دفع رسوم العضوية (225 دينار أردني حالياً). وتقيم عضوات الجمعية في بقاع مختلفة من المملكة، وعندما يتلقين طلباً من زبونة ما، تُرسَل سباكتان بالتناوب تبعاً للموقع الجغرافي. ويذهب جزء كبير من الأرباح إلى السبَّاكة التي أصلحت العطب ونسبة صغيرة إلى الجمعية.

وللجمعية مجلس منتخَب يتألف من سبع عضوات تتخذن القرارات بشأن أي مسألة ذات صلة. وفي نهاية العام، تعيد الجمعية توزيع الفائض على العضوات وفقاً للوائح الداخلية وتعيد استثمار المبلغ المتبقي طبقاً لما تتفق عليه العضوات.

وتدعم الجمعية أيضاً المجتمعات المحلية من خلال مختلف أشكال الرعاية. ففي آذار/مارس 2016 ، نظفت عضوات الجمعية 150 خزان مياه منزلي في مناطق فقيرة في غضون أسبوعين برعاية شركة ببيسي الأردن. وفي تشرين الأول/أكتوبر 2016، شاركت الجمعية في مبادرة أخرى لتنظيف 150 خزان مياه تتبع لجمعيات خيرية ومؤسسات مدنية برعاية عدة مصارف منها البنك التجاري الأردني وبنك الإسكان والبنك الأردني الكويتي.

ما هو مستقبل مشاركة المرأة في القوى العاملة في الأردن؟

إن الجيل الأصغر سناً من الأردنيات أكثر حماساً للمشاركة في شتى المهن والأعمال التجارية التي لم يسبق للمرأة وأن عملت فيها في الماضي. وتُسهم أنشطة الجمعية في تحطيم الصور النمطية عما هي المهنة أو النشاط التجاري والصناعي المقبول به للمرأة. وبينما توجد الآن حفنة من السبَّاكات العاملات بصورة مستقلة في الأردن، تهدف فكرة الجمعية إلى التوعية بهذا النموذج من المساعدة الذاتية المتبادلة، وتَشاطر المعرفة والمخاطر والمسؤوليات بين المشاريع التجارية النسائية في جميع أنحاء المملكة.

تُعتبر "أضواء على التعاونيات" سلسلة مقالات تعرض مبادرات تعاونية مبتكرة من جميع أنحاء العالم يشارك فيها قسم التعاونيات في منظمة العمل الدولية من أجل تبادل المعرفة والتعاون المستقبلي.