منظمة العمل الدولية ترمم مركز قيادة فوج حرس بيروت بعد الأضرار الجسيمة التي لحقت به جراء انفجار مرفأ بيروت

قام أحد برامج منظمة العمل الدولية بترميم مبنى مركز قيادة فوج حرس بيروت (قوى شرطة البلدية) بالكامل، في خطوة هامة تهدف للحفاظ على سلامة وأمن المدينة مع توفير وظائف لائقة لسكانها.

بيان صحفي | ١٥ أبريل, ٢٠٢٢
© هاني بلطجي/ منظمة العمل الدولية
بيروت (أخبار م.ع.د) – تم ترميم مبنى مركز قيادة فوج حرس بيروت، وهو مركز قوى شرطة بلدية العاصمة اللبنانية، بعد أن تضرر المبنى بشدة جراء انفجار مرفأ بيروت في 4 آب/أغسطس 2020. وتم الترميم ضمن مشروع قام كذلك بتوفير الوظائف للسكان المحليين، وتعزيز الاقتصاد المحلي، والحفاظ على التراث المعماري للمدينة.

يقع مبنى المركز بالقرب من الواجهة البحرية لبيروت في منطقة الكرنتينا التاريخية، وهي واحدة من أكثر المناطق تضررا جراء انفجار المرفأ المروع.

ونظرًا لأهمية المركز في الحفاظ على سلامة وأمن سكان بيروت كمقر لقوى فوج الحرس، أعطت منظمة العمل الدولية الأولوية لترميم المبنى وإعادة تأهيله، كجزء من استجابة لبنان واستجابة هيئات الأمم المتحدة لانفجار المرفأ.

تم ترميم المركز ضمن إطار "برنامج التوظيف المكثف والبنى التحتية في لبنان" (EIIP) التابع لمنظمة العمل الدولية، بتمويل من ألمانيا من خلال بنك التنمية الألماني (KfW).

وقالت د. ربا جرادات المدير الإقليمي للدول العربية في منظمة العمل الدولية خلال حفل افتتاح المركز الجديد: "كانت منظمة العمل الدولية، ضمن إطار برنامج التوظيف المكثف والبنى التحتية في لبنان، من أولى المنظمات التي حشدت مواردها لتقديم استجابة فورية في المناطق الأكثر تضررًا من الانفجار. يوفر برنامج EIIP في لبنان التوظيف الأمثل قصير الأجل للفئات الضعيفة".

وأشارت د. جرادات إلى أن برنامج التوظيف المكثف والبنى التحتية في لبنان وفر حوالي 600,000 يوم عمل خالٍ من الحوادث لأكثر من 16,000 مستفيد، من بينهم النساء وذوي الإعاقات والاحتياجات الخاصة، منذ إطلاقه في عام 2017.

© هاني بلطجي/ منظمة العمل الدولية
وأضافت د. جرادات: "العمل في المناطق المتضررة من الانفجار لم ينته بعد، حيث تواصل العديد من المؤسسات الحكومية ووكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية إعادة تأهيل الأحياء المتضررة. منظمة العمل الدولية، من جهتها، بدأت بإعادة تأهيل مبنى مديرية الجمارك المجاور وترميم وتحديث شبكة المشاة في الكرنتينا".

وقالت المنسقة المقيمة للأمم المتحدة ومنسقة الشؤون الإنسانية في لبنان د. نجاة رشدي: "على مر السنين، كان لبنان يعاني من أزمات متعددة، مما أدى إلى تفاقم وزيادة الضغط على مختلف القطاعات، لا سيما الخدمات الأساسية والبنية التحتية العامة".

وأضافت د. رشدي: "لم تؤد إعادة تأهيل مبنى فوج حرس بيروت إلى توفير أكثر من 160 فرصة عمل فحسب، بل أدت أيضًا إلى خلق بيئة عمل أكثر لائقة لضباط الشرطة الذين سيكونون بدورهم قادرين على توفير السلامة والأمن للمجتمعات المحلية بشكل أفضل".

ومن جهته قال سفير ألمانيا أندرياس كيندل: "بتمويل من ألمانيا من خلال بنك التنمية الألماني KfW، تمكن هذا المشروع من إعادة إنشاء بيئة عمل مناسبة لقوى فوج حرس بيروت للسماح لهم باستئناف مسؤولياتهم وتحسين ظروف عملهم في عمل صعب للغاية بالفعل والبيئة المعيشية".

وتابع كيندل: "نأمل أن تتمكن قوى فوج حرس بيروت مرة أخرى من تنفيذ مهامها الهامة للغاية كما كانوا قادرين على القيام بها قبل الانفجار المروع في المرفأ".

من اليسار إلى اليمين: سفير ألمانيا في لبنان أندرياس كيندل، محافظ بيروت مروان عبود، المدير الإقليمي للدول العربية في منظمة العمل الدولية ربا جرادات. © محمد بيطار/ منظمة العمل الدولية
وألقى محافظ مدينة بيروت القاضي مروان عبود كلمة بإسمه وبإسم معالي وزير الداخلية والبلديات بسام المولوي الذي مثله في الاحتفال، وقال: "انفجار بيروت في 4 آب كان نكسة كبيرة غيرت حياة المدينة وغيرت حياة لبنان لعشرات السنوات المقبلة. هذا الانفجار تسبب بخسائر بشرية لا تعوض، وأعود وأحيي وأترحم على الشهداء الذين سقطوا كما ادعوا بالشفاء لجميع الجرحى."

وأردف قائلا: "اتوجه إلى المجتمع الدولي وأقول إنه حينما تساعدون بلدية بيروت على تحسين مبانيها وعلى إعادة بنائها فتوجهكم ليس للسلطة، فليس هناك فصل بين السلطة والشعب، فهذه المباني ليست لي وليست لحرس مدينة بيروت بل هي مباني للشعب اللبناني".

وتابع عبود: "هذا المبنى الذي ساعدتمونا على إعادة بنائه بالإضافة الى أنه مبنى تاريخي فهو يستحق منا الحفاظ عليه، كما أنه سيكون قاعدة لانطلاق عمل فوج الحرس، وبالتالي اذا لم نستطع تأمين راحة الحرس في رواتبهم فنكون وعلى أقل تقدير أمنا لهم الراحة في محيط عملهم".

وفي نهاية الحفل، شكر قائد فوج حرس بيروت العقيد الركن علي صبرا منظمة العمل الدولية وبنك التنمية الألماني على "دعمهما ووقوفهما إلى جانب فوج حرس مدينة بيروت عبر الترميم والتأهيل الرائعين، ليعود هذا المبنى الى قيادة فوج الحرس في أفضل حلة"، وتجول الحضور داخل المبنى لتفقد المكاتب ونتائج أعمال الترميم وإعادة التأهيل.

برنامج التوظيف المكثف والبنى التحتية EIIP عبارة عن منهجية عالمية تتبعها منظمة العمل الدولية لدعم الخدمات الحكومية والبلدية والمجتمعية من خلال إنشاء وصيانة البنى التحتية، منها الطرق والمدارس والمراكز الاجتماعية والمجتمعية، وكذلك من خلال الأنشطة البيئية والزراعية.