رائدة أعمال شابة تكافح لتطوير القطاع الطبي في إقليم كردستان العراق

نسرين حسن، إحدى المشاركات في برنامج التدريب "ابدأ مشروعك" الذي نفذته منظمة العمل الدولية، تشرح الأهمية الكبيرة لفكرة مشروعها لتطوير الهندسة الطبية في تغيير حياة الناس وخلق فرص عمل في العراق.

مقالة تحليلية | ١٢ أغسطس, ٢٠٢١
دهوك، إقليم كردستان العراق (أخبار م. ع. د) تعمل نسرين حسن، 25 عاماً، منذ سنوات على فكرة مشروع يساعد المستشفيات والمراكز الطبية في إقليم كردستان العراق في تحسين التجهيزات الطبية والحفاظ عليها.

بعد معاناتها لسنوات من النزاع، تقول نسرين بأنها تريد أن تشارك في إنقاذ أرواح النساء والرجال والأطفال وتحسين حياتهم، ولا سيما في ظل الجائحة الحالية التي اجتاحت العالم. تقول نسرين: "إن عدد الأسلحة والصواريخ يفوق عدد المعدات الطبية. وأنا أريد تصحيح ذلك. فقط فكروا في الأمور التي تسهم في تحسين هذا العالم ليس لكم فحسب، بل لجميع الناس حولكم. أريد إنتاج المعدات الطبية وتركيبها وصيانتها في العراق. فهذا يسهم في إيجاد وظائف للشباب، وفرص جديدة لكثير من الناس. والأهم، أنه يسهم في إنقاذ أرواح الناس وتحسين حياتهم".

نتيجة عدم قدرتها على دراسة الهندسة الطبية في الجامعة، شاركت نسرين، بعد نيلها درجة جامعية في تكنولوجيا المعلومات، في دورات تدريب عديدة لتحقيق أهدافها في تنفيذ مشروعها، وانضمت مؤخراً لبرنامج ابدأ وحسن مشروعك الذي نفذته منظمة العمل الدولية في العراق لتزويدها بالمعارف والأدوات اللازمة لتأسيس مشروعها الخاص.

يعتبر هذا البرنامج جزءاً من برنامج تدريب أوسع هو ابدأ وحسن مشروعك/SIYB، يركز على المراحل المتقدمة من تطوير الأعمال. ويهدف هذا التدريب في العراق إلى دعم اللاجئين الشباب والنازحين والأفراد الأكثر ضعفاً في المجتمعات المضيفة المهتمين بتأسيس منشآت صغيرة أو تحسين منشآتهم الحالية.

شاركت نسرين و140 رائد أعمال محتمل آخر يرغبون بتأسيس شركات، في تدريب مكثف مدته ستة أيام في دهوك في تموز/يوليو 2021، تضمن تسع مقررات تدريب تهدف إلى تعزيز جاهزيتهم لتأسيس منشآتهم الخاصة، وإعداد خطط العمل، وتقييم إمكانية تنفيذها

تقول نسرين: "كانت خطة العمل الجانب الأكثر فائدة في هذا التدريب. صحيح أنه كان لدي بعض المعلومات عن الموضوع، ولكن ليس بهذا التفصيل أو العمق. عملت على خطة مشروعي خطوة خطوة ابتداء من اليوم الأول من التدريب مع منظمة العمل الدولية. كنت أراجعها وأضيف أفكاراً جديدة عليها أثناء التدريب، فكلما قطعنا شوطاً فيه، توسعت أفكارنا، وعكست الواقع أكثر".

يعتبر هذا التدريب جزءاً من جهود منظمة العمل الدولية في إطار برنامج "الشراكة لتحسين آفاق النازحين والمجتمعات المضيفة" والمعروف أيضاً باسم شراكة آفاق، وهو برنامج مشترك بين الوكالات تموله الحكومة الهولندية.

أحد مجالات التركيز الرئيسية لمنظمة العمل الدولية هو دعم الشباب للانتقال من التعليم وتنمية المهارات إلى العمل اللائق عبر مجموعة من مبادرات العمل المأجور والعمل المستقل كتطوير ريادة الأعمال بالتعاون مع شركاء "آفاق" الآخرين بمن فيهم اليونيسف.

ويشمل هذا تدريب المدربين من منظمات مختلفة كالبنوك ومؤسسات التمويل الصغير، ومدربين من مراكز الشباب المدعومة من اليونيسف ومنظمات غير حكومية محلية تدعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة، وفق برنامج التدريب الخاص بمنظمة العمل الدولية. ويشمل أيضاً إحالة الشباب إلى المنظمة للحصول على دعم إضافي بمن فيهم نسرين التي تلقت تدريباً على مهارات الحياة من خلال منظمة ACTED في مركز شبابي تدعمه اليونيسف.

سيقوم البرنامج أيضاً بربط بعض المتدربين الشباب بخدمات تمويل ذات تكلفة معقولة تساعدهم في تأسيس منشآتهم وتأمين سبل عيش لائقة. ويعتبر هذا البرنامج جزءاً من مبادرة تنفذ بالشراكة مع البنك المركزي العراقي أطلقت في آذار/مارس 2021.

على نسرين تخطي الكثير من العقبات واغتنام الكثير من فرص التدريب. ولكنها، رغم طول الرحلة، مصممة على تنفيذ مشروعها.

وتقول نسرين: "أحتاج إلى دعم مالي ومزيد من التدريب، فهذا يساعدني في امتلاك المعرفة الفنية اللازمة لتأسيس مشروعي حتى لو استغرق ذلك 20 عاماً. أود أن أقول للشباب الذين هم في مثل موقعي بأن عليهم أيضاً السعي لتحقيق أهدافهم سواء في الدراسة أو العمل. لا تدعوا شيئاً يقف في طريقكم".

آفاق شراكة عالمية استراتيجية مدتها أربع سنوات تدعم النازحين والمجتمعات المضيفة في ثمانية بلدان في شرق أفريقيا وشمالها والدول العربية، وتضم أيضاً مؤسسة التمويل الدولية والبنك الدولي ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.