دراسة حول الإجهاد الحراري تعود بالفائدة على العمال والشركات في قطر

ستساهم النتائج في إعداد الاستراتيجيات على مستوى الشركات للتّصدي لمخاطر الإجهاد الحراري والتخفيف منها.

خبر | ٢٣ يوليو, ٢٠١٩
 
يقوم البحث على مراقبة العمّال أثناء قيامهم بالمهام المختلفة.
تجري وزارة التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية بحثًا رائدًا  يهدف إلى قياس أثر الإجهاد الحراري على صحة العمّال وإنتاجيّتهم في مختلف مواقع العمل في دولة قطر بالتعاون مع منظمة العمل الدولية واللجنة العليا للمشاريع والإرث.

يعمل على هذه الدراسة خبراء معنيّون بأبحاث الإجهاد الحراري من مختبر "فايم لاب" في جامعة ثيساليا في اليونان وذلك بشكل مستقلّ. ستساهم هذه الدراسة في وضع استراتيجيات على مستوى الشركات للتّصدي لخطر الإجهاد الحراري والتخفيف منه كما ستساهم في تقديم توصيات بشأن تحسين التشريعات في هذا الإطار.

في دولة قطر، يحظّر العمل في الهواء الطّلق بين الساعة 11:30 صباحًا و3:00 من بعد الظّهر من 15 يونيو إلى 31 أغسطس من كلّ عام. خلال أشهر الصيف،  تتّخذ الشركات تدابير إضافية لحماية العمّال من الإجهاد الحراري من خلال خطط خاصّة بالتصدّي للإجهاد الحراري.  بالرغم من ذلك،  يثبت الواقع أنّ خطر الحرارة والرطوبة والإشعاع الشمسي يبقى داهمًا خارج تلك الأوقات والتواريخ وأنّ تنفيذ خطط التصدّي للإجهاد الحراري غير متناسق على مستوى الهيئات والمؤسسات المختلفة.

في هذا الإطار، يقول السيد محمّد العبيدلي، الوكيل المساعد في وزارة التنمية الإداريّة والعمل والشؤون الاجتماعيّة: "لن نساوم على سلامة العمّال وبالنظر إلى الطبيعة الجغرافية لبلدنا، فإنّ هذه الدراسة في غاية الأهميّة بالنسبة إلينا. "يجب علينا أن نفكّر في السبل التي  تسمح  للشركات بأن تبقى آمنة ومنتجة خلال الأشهر الأكثر حرًا". وأضاف: " ستساهم هذه الدراسة أيضًا في إعداد توصيات ملموسة حول كيفية تحسين القانون ذات الصلة بالإضافة إلى الامتثال والإنفاذ."

أجرى مختبر "فايم لاب" تحليلًا استخلاصيًّا للدراسات التي أجريت في جميع أنحاء العالم حول الإجهاد الحراري وتم عرض نتائج هذا التحليل في المؤتمر الدولي الثالث حول السلامة والصحة المهنيتين الذي عقد في الدوحة في أبريل 2019. وتمّ إدراج التحليل في تصميم البحث الذي سيشتمل على اختبار عدد من استراتيجيات التخفيف من الإجهاد الحراري على مرّ شهرين بالاعتماد على القياسات الفسيولوجية والعوامل البيئية وتحليل المهمات.

 
يتمّ جمع البيانات من خلال أنظمة القياس عن بعد.
أمّا هوتان هومايونبور، مدير مكتب مشروع منظّمة العمل الدوليّة في دولة قطر فقال: "تتباين الآراء حول أفضل السبل لمواجهة الحرارة، ولكن هذه الدراسة ستقدم من دون أدنى شك نصائح بشأن كمية مياه الشرب التي يحتاجها العمّال وفترات الراحة خلال مناوبات العمل والملابس الأفضل للحدّ من آثار الحرّ هنا في دولة قطر."

ستركّز هذه الدراسة على قطاعي البناء وتخطيط المناظر الطبيعيّة علمًا أنّ الأبحاث ستجري في مواقع مثل ملعب الريان، أحد مواقع كأس العالم الذي تعمل على تشييده اللجنة العليا للمشاريع والإرث التي تعتمد نهجًا متينًا في مجال التصدي للإجهاد الحراري يشمل اعتماد تقنية التبريد في جميع مواقعها. من المتوقع أن يعزز هذا البحث الجهود الحالية للجنة العليا ويزوّدها بالبيانات اللّازمة لإدخال تدابير وتحسينات جديدة.

في هذا الصدد، أكّد السيد محمود قطب، المدير التنفيذي لإدارة رعاية العمال في اللجنة العليا على أهميّة الدراسة، قائلاً: "تسعى اللجنة العليا بشكل مستمرّ إلى ضمان سلامة العمال ونحن نرحّب بهذه الدراسة كعنصر إضافي ضمن نهج أوسع نطاقًا حول الإجهاد الحراري عملنا على تطويره على مرّ السنين. إن نتائج البحوث التي تجري في موقعنا ستعزّز هذا النهج الذي نأمل أن يكون بمثابة إرثٍ دائمٍ لعمّالنا وللعمّال الآخرين."

سيتمّ إجراء الدراسة خلال شهري يوليو وأغسطس، ومن المتوقع أن يبدأ تنفيذ تحسينات في جميع أنحاء دولة قطر اعتبارًا من صيف 2019. إضافة إلى ذلك، قامت وزارة التنمية الإداريّة والعمل والشؤون الاجتماعيّة  بنشر إرشادات إضافيّة حول التخفيف من الإجهاد الحراري موجّهة إلى العمّال وأصحاب العمل عبر الإنترنت وعبر شبكات التواصل الاجتماعي.