تدريب مهني

فرص التعليم الضائعة تحفز إيمان على السعي وراء خيارات تعليمية جديدة

وفر برنامجٌ متعدد الوكالات لمئات اليمنيين الضعفاء تدريباً على المهارات الحياتية ومحو الأمية المالية وتعليماً نظرياً وتدريباً عملياً، ما أتاح لهم الوسائل لتأمين دخل مستدام.

خبر | ١٥ يوليو, ٢٠٢١


صنعاء (أخبار م. ع. د) – تنحدر إيمان محمد من عائلة مكونة من 11 فرداً في قرية بني قيس بمحافظة حجة الواقعة شمال غربي اليمن. ويعيل الأسرة الأب، وهو عامل توصيل يعمل على دراجة نارية بأجر يومي.
تركت إيمان المدرسة في سن مبكرة لعدم قدرتها على الذهاب من وإلى مدرستها التي تبعد قرابة ستة كيلومترات عن قريتها. وهي الآن في الثامنة عشرة من عمرها وشبه أمية. وتتمنى إيمان لو أتيحت لها فرصة التعلم في المدرسة: "أتذكر أنني كنت تلميذة مجدة في المدرسة الابتدائية، لكني للأسف لا أستطيع القراءة أو الكتابة على عكس كثير من الفتيات الأخريات في عمري ممن أنهين الآن دراستهن الثانوية".
بعد أن قررت إيمان متابعة خيارات تعليمية أخرى لاكتساب مهارات مهنية عملية، انضمت إلى برنامج للتلمذة المهنية، وهو مكوَّن المهارات وريادة الأعمال في البرنامج المشترك لدعم سبل العيش المرنة والأمن الغذائي في اليمن. ويمول البرنامجَ الاتحادُ الأوروبي والوكالة السويدية للتنمية الدولية، وتنفذ المكون منظمة العمل الدولية بالاشتراك مع مؤسسة غدق اليمنية.
وتقول إيمان: "على الرغم من أن هذا التدريب يجري في قرية كاشير التي تبعد ستة كيلومترات عن قريتي، ما كنت لأفوت هذه الفرصة لتعلم شيء جديد في حياتي".
كانت عزيمة إيمان وتصميمها على الاستفادة القصوى من فرصة التدريب الجديدة جلية لأحلام علي حسين، وهي مدربة نظرية من وزارة التعليم الفني والتدريب المهني متخصصة في الحياكة وتصميم الأزياء. وتقول أحلام: "على الرغم من أن إيمان شبه أمية، إلا أنها أظهرت قدراً كبيراً من الاهتمام وتمكنت بسهولة تامة من أن تتقن أساسيات الخياطة وحياكة الملابس".
بالإضافة إلى التعليم النظري، اكتسبت إيمان مهارات مفيدة في الحياكة من التدريب العملي الذي تلقته في مختبر كاشير للحياكة من الحرفية الماهرة أشواق درويش. وتقول أشواق: "لم تكن إيمان تعرف الكثير عن الخياطة وحياكة الملابس، ومع ذلك تعلمت بسرعة وباتت تحيك ملابس جيدة التصميم".
بدأت إيمان الآن في حياكة الفساتين في المنزل. ويحدوها الأمل أن يتحول هذا إلى عمل مزدهر من شأنه أن يوفر لها مصدراً مستداماً للدخل. وهي تقول: " يبلغ متوسط تكلفة قطعة الملابس عادة 2000 ريال يمني (زهاء 8 دولارات) مع الأخذ في الاعتبار تكلفة الياقات والخيوط والنسيج. وبعد حياكتها أبيع كل قطعة
بـِ 3000 ريال على الأقل بربح قدره نحو 1000 ريال".
وقالت إيمان متأملة في نتائج المهارات التي حققتها أثناء مرحلة التدريب: "خلال عطلة العيد، تمكنت من تحقيق أرباح جيدة. فقد حِكت زهاء 12 فستاناً نسائياً تقليدياً، وثوبين عاديين، وثلاثة سراويل".


إيمان واحدة من 590 متدرباً تلقوا تدريباً نظرياً وتدريباً على المهارات الحياتية ومحو الأمية المالية، تلاه تدريب عملي قدمه 320 حرفياً ماهراً. وكان برنامج التلمذة المهنية قبل ذلك قد زود الحرفيين المهرة بتدريب على طرق التعليم والتدريب والتقييم القائمين على الكفاءة وتدريب على السلامة والصحة المهنيتين، ما هيأهم لتدريب المتدربين ومساعدتهم في تحسين ظروف عملهم.
تجدر الإشارة إلى أن مدة البرنامج المشترك لدعم سبل العيش المرنة والأمن الغذائي في اليمن 3 سنوات وتنفذه في اليمن منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) ومنظمة العمل الدولية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي وبرنامج الأغذية العالمي في ست محافظات ضعيفة هي حجة والحديدة ولحج وأبين وتعز وصنعاء وبتمويل من الاتحاد الأوروبي والوكالة السويدية للتنمية الدولية.