منظمة العمل الدولية تطلق قاموس الهجرة لوسائل الإعلام في الشرق الأوسط

يوجه القاموس صحفيي المنطقة لوضع تحقيقات صحفية قائمة على الحقوق عن الهجرة والعمل الجبري والإتجار بالبشر، كجزء من مبادرة تعزيز الهجرة العادلة التي ينفذها مشروع منظمة العمل الدولية حول الهجرة العادلة الإقليمي في الشرق الأوسط بدعم من الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون.

بيان صحفي | ٠٣ ديسمبر, ٢٠١٧
Julian Buijzen
بيروت (أخبار م.ع.د) – أطلقت منظمة العمل الدولية أداة لصحفيي الشرق الأوسط ومنطقة الخليج تكفل وضع تحقيقاتٍ صحفية عن الهجرة بحيث تكون قائمة على الحقوق وتراعي الفوارق بين الجنسين.

وقد أُطلق "قاموس مصطلحات الهجرة للإعلام: نسخة الشرق الأوسط" بنسختيه الرقمية والمطبوعة أثناء ندوة نقاش في المؤتمر السنوي "إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية" الذي يُعقد في البحر الميت بالأردن.
ومع تزايد النقاش حول هذا الموضوع وتزايد العداوة تجاه المهاجرين في مختلف أنحاء العالم، باتت المصطلحات المستخدمة لمناقشة مسائل الهجرة مهمة أكثر من أي وقت مضى.

وتستضيف منطقة الشرق الأوسط والخليج عددا كبيرا من العمال المهاجرين، وهم يشكلون في بعض بلدان المنطقة غالبية السكان، ما يجعل القاموس يحظى بأهمية خاصة للإعلاميين في المنطقة العربية.

ويمكن للتحقيقات الصحفية المتوازنة والدقيقة عن الهجرة أن تسهم في تحقيق أهداف التنمية الاجتماعية واسعة النطاق. ولوسائل الإعلام القدرة على والقوة لتحدي الأفكار المسبقة ولأن تغدو قناة لأفكار ورؤى جديدة.

وعندما تحصل وسائل الإعلام على معلومات صائبة وتضع تحقيقات عن طائفة واسعة من قضايا الهجرة بطريقة دقيقة وحساسة، فإنها تؤدي دوراً مهماً في إعلام الجمهور وتثقيفه والمساعدة في مواجهة المواقف والسلوكيات السلبية تجاه المهاجرين والتصدي لها، كما يؤكد ريشار تشوليوينسكي، أخصائي شؤون الهجرة في منظمة العمل الدولية/ المكتب الإقليمي للدول العربية. ويضيف تشوليوينسكي إن المناقشةُ العامة المستنيرة بدورها تدعم وضع سياسات سليمة تتعلق بالمبادئ الدولية لحقوق الإنسان.

ويقول تشوليوينسكي: "عندما نتكلم بصوت واحد مسترشدين بمبادئ حقوق الإنسان والاحترام والكرامة لجميع المهاجرين، يمكننا العمل في سبيل تغيير السرد المتعلق بالهجرة في جميع أرجاء المنطقة".

ويسرد القاموس بالتفصيل المصطلحات الفنية المتعلقة بالعمل الجبري والإتجار بالبشر والتهجير القسري واللاجئين وهجرة اليد العاملة. وهو يقترح بدائل دقيقة ومحايدة للمصطلحات التحريضية والتمييزية شائعة الاستخدام.

فعلى سبيل المثال، يشدد القاموس على ضرورة أن تحل عبارة "العمل المنزلي" محل مصطلحات "الخادمة" و"الفتاة" و"المساعدة", كما يقترح الاستعاضة عن عبارة "المهاجر غير الشرعي" بتعبير "المهاجر ذو الوضع غير القانوني" مع لفت الانتباه إلى مختلف الطرق التي يغدو فيها وضع العامل المهاجر غير قانوني.

ويصدر القاموس باللغتين الإنكليزية والعربية، ما يسمح للصحفيين بتغطية القضايا بدقة بكلتاهما. كما يتضمن القاموس أدلة عن التصوير الصحفي، والتحقيقات الصحفية المراعية للنوع الاجتماعي، والعمل مع ضحايا الصدمات.

وتقول اليزا ماركس الأخصائية التقنية في منظمة العمل الدولي/ المكتب الإقليمي للدول العربية: "يتمثل هدفنا في إدراج القاموس في أدلة أساليب وسائل الإعلام الإخبارية في شتى أنحاء المنطقة. ومع ذلك، ليس القاموس لوسائل الإعلام فحسب، بل يمكن استخدامه من جانب شبكة واسعة من الجهات الفاعلة التي تتواصل بانتظام بشأن الهجرة، ومنها المجتمع المدني والمنظمات الدولية والحكومة ونقابات العمال وأصحاب العمل".

ويستند "قاموس مصطلحات الهجرة للإعلام: نسخة الشرق الأوسط" إلى قاموس مصطلحات الهجرة للإعلام الذي وضعه تحالف الأمم المتحدة للحضارات ومعهد بانوس أوروبا عام 2014.

وتمثل هذه النسخة من القاموس والتي صدرت عام 2017 فهمنا المشترك للمصطلحات حتى الآن. ومع ذلك، فإن الطابع المتطور للنقاش الدائر حول الهجرة يعكس دينامية هذه الظاهرة نفسها. وليس تقييم مصطلحات الهجرة وتنقيحها سوى عملية مستمرة.

يُعد "قاموس مصطلحات الهجرة للإعلام: نسخة الشرق الأوسط" جزءاً من مشروع شامل يعزز الهجرة العادلة (ومنها الاستقدام العادل) ويُسهم في القضاء على الإتجار بالبشر والعمل الجبري في المنطقة العربية. وقد أعده مشروع الهجرة العادلة الإقليمي في الشرق الأوسط بدعم من الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون.