غاي رايدر المدير العام لمنظمة العمل الدولية: اللاجئون السوريون بحاجة إلى مساعدتنا – وكذلك المجتمعاتُ التي تستضيفهم

 بعد مرور أكثر من ست سنوات على الصراع في سوريا، يجد اللاجئون السوريون في لبنان والمجتمعات المضيفة لهم صعوبة في التكيف مع الظروف الاقتصادية ومع تحديات سوق العمل الناجمة عن تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين. المدير العام لمنظمة العمل الدولية غاي رايدر زار وادي البقاع في لبنان والتقى هناك عدداً من المتضررين من الأزمة.

بيان صحفي | ١٣ أبريل, ٢٠١٧
وادي البقاع، لبنان (أخبار م. ع. د) – قال المدير العام لمنظمة العمل الدولية غاي رايدر أثناء زيارة قام بها إلى لبنان إن التصدي الدولي لأزمة اللاجئين السوريين يجب أن يلبي ليس فقط احتياجات اللاجئين بل واحتياجات المجتمعات المحلية المضيفة لهم أيضاً.

وقال رايدر أثناء زيارته وادي البقاع ولقائه عدداً من اللاجئين السوريين وممثلي المناطق اللبنانية المضيفة لهم: "يجب أن نضمن أن تأخذ منظمة العمل الدولية مبادرات لخلق فرص عمل لمساعدة اللاجئين والمجتمعات المضيفة التي تعاني بالفعل من مستويات عالية من البطالة".

وأضاف: "هذا في اعتقادي عنصر أساسي لنجاح التدخل". 


واطّلع رايدر أثناء زيارته التي استغرقت ثلاثة أيام – وهي أول زيارة رسمية له إلى لبنان – على واقع معاناة اللاجئين والمجتمعات المضيفة بعد أكثر من ستة أعوام من النزاع في سوريا وصعوبة التكيف مع الظروف الاقتصادية وتحديات سوق العمل الناجمة عن تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين إلى سوق عمل متخم بالأساس.

ورافق رايدر في زيارته السيدة ربا جرادات المدير الإقليمي للدول العربية في منظمة العمل الدولية وعدد من المسؤولين في المنظمة.

التقى رايدر والوفد المرافق له مخاتير عدد من قرى وادي البقاع التي تستضيف عدداً كبيراً من اللاجئين السوريين الذين يبلغ مجموعهم في لبنان نحو 1.5 مليون لاجئ، منهم مليون مسجلون رسمياً.

وأعرب رايدر عن تفهم منظمة العمل الدولية للأعباء التي تتحملها المناطق اللبنانية، والضغط الذي يخلقه تدفق اللاجئين على سوق العمل المتخم بالأساس.

وقال رايدر: "نحن في منظمة العمل الدولية نتفهم الواقع الصعب جداً لمجتمعاتكم وبلدياتكم. وهذا الواقع نجم عن أحداث وظروف خارجة عن إرادتكم".

وقال بعد اللقاء: "أعتقد أننا خرجنا بانطباعين أساسيين. الأول هو حسن الضيافة والانفتاح. والثاني الذي جرى التأكيد عليه بكل وضوح هو حاجة لبنان إلى دعم أكبر من المجتمع الدولي لمواجهة ازدياد أعداد الناس الذين يأتون إلى هذه المجتمعات، والظروف الصعبة السائدة وتصاعد التوترات".

زار رايدر والوفد المرافق تجمع خيام غير نظامية مجاور، وهو واحد من تجمعات أخرى كثيرة تنتشر في جميع أنحاء البلاد وتؤوي اللاجئين الذين يشكلون اليوم نحو ربع مجموع السكان في لبنان.

وأكد رايدر إن الظروف في تجمعات البقاع سيئة للغاية.

يجب أن نضمن أن تأخذ منظمة العمل الدولية مبادرات لخلق فرص عمل لمساعدة اللاجئين والمجتمعات المضيفة التي تعاني بالفعل من مستويات عالية من البطالة."

غاي رايدر، المدير العام لمنظمة العمل الدولية
وقال بعد الزيارة: "مقارنة بمخيمات أخرى زرتها في المنطقة، الظروف هنا قاسية جداً وترى أشخاصاً أوضاعهم صعبة جداً جداً. يوجد عدد كبير من النساء يعشن بمفردهن دون أزواج ويربين أطفالهن معتمدات بشكل رئيسي على المساعدات الغذائية التي تقدمها مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. توجد فرص عمل متفرقة ولكنها ليست كثيرة وأعتقد أن ظروفها ليست على النحو الذي نريد".

وأضاف: "من الواضح أن هناك حاجة كبيرة لتحسين أماكن السكن والظروف التي يعيش فيها الناس".

أصبح لبنان، الذي يُعد بالأساس البلد الأعلى كثافة سكانية في المنطقة، أكبر دولة عربية مضيفة للاجئين السوريين، سواء من حيث القيمة المطلقة أو من حيث الكثافة بالنظر إلى مساحته المحدودة. وقد تضرر سوق عمله المتخم بالأساس والمفتقر إلى فرص ومعايير العمل اللائق، بشكل كبير من الأزمة إذ يبحث هؤلاء اللاجئون أيضاً عن فرص عمل لتَدبُّر لقمة العيش.

وشدد رايدر على ضرورة قيام المجتمع الدولي بتقديم مزيد من الدعم للمساعدة في تخفيف آثار الأزمة على الاستقرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي للبنان والدول المضيفة الأخرى.

وأكد التزام منظمة العمل الدولية المستمر بالتعاون مع حكومات المنطقة والجهات المانحة الدولية والشركاء الاجتماعيين ووكالات الأمم المتحدة الأخرى لخلق فرص عمل للجميع والمساعدة في تخفيف الضغط الناجم عن الأزمة.

برنامج مشاريع البنية التحتية الغنية بفرص العمل


تتصدى منظمة العمل الدولية لأزمة اللاجئين في لبنان من خلال تعزيز فرص العمل اللائق للاجئين والمجتمعات المضيفة لهم. وأطلقت المنظمة مؤخراً برنامج مشاريع استثمارية غنية بفرص العمل توفر للعمال اللبنانيين والسوريين فرص عمل في القطاع المنظم وتسهم في تشييد البنية التحتية الأساسية. يتم تنفيذ البرنامج بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وبتمويل من بنك التنمية الألماني.

وقالت ربا جرادات المدير الإقليمي للدول العربية في منظمة العمل الدولية: "يعمل مكتبنا مع الحكومة اللبنانية في التصدي لأزمة اللاجئين السوريين. وقد أطلقنا برنامجاً يهدف إلى تطوير البنية التحتية، وفي الوقت نفسه إلى خلق فرص عمل للاجئين السوريين وللمجتمعات المضيفة المتأثرة بأزمة اللاجئين."

وأوضحت: "سوف نختار في إطار هذا البرنامج عدداً من المواقع، كالموقع الذي نحن فيه اليوم والذي سيتحول إلى حديقة عامة."

هناك برنامج مماثل يجري الآن تنفيذه في الأردن. ويهدف البرنامجان إلى توفير فرص عمل توفر قرابة 600000 يوم عمل للاجئين السوريين والمجتمعات المضيفة في الأردن ولبنان خلال العامين القادمين.

مكافحة عمل الأطفال


زار رايدر أيضاً مركزاً مجتمعياً تدعمه منظمة العمل الدولية لمكافحة عمل الأطفال في بلدة سعدنايل بسهل البقاع. وهذا المركز هو أحد ثلاثة مراكز هي الأولى من نوعها في لبنان، ويقدم مجموعة خدمات لإعادة تأهيل الأطفال العاملين الذين تم سحبهم من سوق العمل فضلاً عن المعرضين لخطر الانخراط في عمل الأطفال.

منذ بداية أزمة اللاجئين السوريين في لبنان، أدّى الفقر وعدم وجود فرص عمل للكبار وحرمان اللاجئين من الحق في العمل إلى ارتفاع حاد في حالات عمل الأطفال، ولاسيما أسوأ أشكاله وأكثرها استغلالاً.

ينفذ المكتب الإقليمي للدول العربية التابع لمنظمة العمل الدولية، في إطار خطة لبنان لمواجهة الأزمة 2017-2020، استراتيجية تصدي لأزمة اللاجئين السوريين عبر عدد من البرامج التي تركز على تحسين سبل العيش، وإيجاد فرص العمل، ومكافحة عمل الأطفال بين اللاجئين السوريين والمجتمعات المضيفة، ويقدم في الوقت نفسه مساعدة فنية لوزارة العمل.

وقد التقى رايدر أثناء زيارته إلى لبنان رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون ووزير العمل محمد كبارة وعدداً من ممثلي النقابات العمالية ومنظمات أصحاب العمل. واختتم زيارته بمشاركته في الاجتماع العربي الثلاثي حول مستقبل العمل المنعقد في بيروت.