مؤتمر العمل العربي

المدير العام لمنظمة العمل الدولية: خلقُ فرص العمل سِرُّ نجاح تحقيق الاستقرار في المنطقة العربية

حث غاي رايدر المدير العام لمنظمة العمل الدولية في كلمته أمام مؤتمر منظمة العمل العربية في الدورة 42 قادة المنطقة على معالجة قضية البطالة، والتصدي لتحديات العولمة، وتعزيز القطاع الخاص، وفتح باب الحوار الاجتماعي الفعال.

بيان صحفي | الكويت | ٢٠ أبريل, ٢٠١٥
مدير عام منظمة العمل الدولية في افتتاح أعمال الدورة 42 لمؤتمر العمل العربي بالكويت
بيروت (أخبار م.ع.د) – قال غاي رايدر المدير العام لمنظمة العمل الدولية في افتتاح أعمال الدورة 42 لمؤتمر العمل العربي بالكويت يوم الأحد (19 نيسان/أبريل) إنه يتعين على المنطقة العربية التصدي "لأزمة بطالةٍ حادة" لأن عدم خلق فرص عملٍ لائقة "يشكل تهديداً قوياً لاستقرار مجتمعاتنا".

وأردف رايدر في خطابه أمام ممثلي الحكومات والعمال وأصحاب العمل الذين جاؤوا من 21 دولة عربية لحضور هذه الحدث السنوي: "نعم إنها أزمةٌ عالمية، بيد أن أثرها أكثر حدةً في بلادكم، لاسيما على شبابكم".

ويُعتبر معدل البطالة في البلدان العربية الأعلى عالمياً، حيث تجاوز نسبة 11 في المائة في الشرق الأوسط و12 في المائة في شمال أفريقيا. وتؤثر هذه المشكلة بوضوحٍ على الشباب والمرأة، إذ تشير التقديرات إلى أن ربع شباب ونساء المنطقة عاطلون عن العمل، حيث لم يتجاوز معدل مشاركة المرأة في القوى العاملة نسبة 19 في المائة. وكانت النسبة المرتفعة جداً لبطالة الشباب أحد الدوافع الرئيسية للثورات الشعبية التي اجتاحت المنطقة في السنوات الأخيرة.

ويصادف مؤتمر هذا العام الذي تعقده منظمة العمل العربية في الفترة 18-25 نيسان/أبريل الذكرى الخمسين لتأسيسها. وهو يركز على الحوار الاجتماعي تحت عنوان "تجسيدٌ للتحالف من أجل التنمية والتشغيل".

العولمة والقطاع الخاص

شدد رايدر أيضاً على ضرورة تصدي المنطقة لتحديات العولمة التي "تُحْدث تغييراً بسرعةٍ ونطاق غير مسبوقين. وهي تجعل المعرفةَ، إلى جانب الابتكارات التكنولوجية، مفتاح النجاح الاقتصادي. ومن لا يستطيع الابتكار كي يتغير ويتأقلم مع التغيير ومن لا يبني المهارات من أجل المستقبل سيتخلف عن الركب".

وذكر رايدر إنه يتعين على المنطقة من أجل القيام بذلك تعزيز القطاع الخاص. وقد بقيت فرص العمل في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على مدى العقدين الماضيين متركزةً في قطاعاتٍ ذات إنتاجيةٍ منخفضة وفي اقتصادٍ غير منظمٍ آخذ بالتوسع. كما فشلت إصلاحات السوق فشلاً ذريعاً في تعزيز نمو القطاع الخاص الغني بفرص العمل في وقتٍ لم يعد باستطاعة الباحثين عن عمل الاعتماد على فرص العمل في القطاع العام.

وقال رايدر مخاطباً الوفود في الكويت: "لم يعد بإمكاننا أن ننتظر من الدولة والقطاع العام وحدهما تحمل كامل مسؤولية مواجهة تلك التحديات. وفرص العمل في القطاع الخاص تزداد وستزداد بتسهيلٍ وتشجيع من الحكومة وليس من خلال خلقها لفرص العمل".

الحوار الاجتماعي يعود بالفائدة على الجميع

أشار رايدر إلى إن الحوار الاجتماعي الفعال حقاً بين الحكومات والعمال وأصحاب العمل آليةٌ مهمة لإحداث هذا التغيير المطلوب وإدارته: "يسمح هذا الحوار بإيجاد حلولٍ متوازنة وعملية وعادلة، وتمنح المشاركة فيه شعوراً بالملكية والقبول وحتى الاستقرار أيضاً (...) ومن الأهمية بمكان أن نفهم بأن الحوار الاجتماعي الحقيقي لا يمكن أن يقوم إلا على منظماتٍ مستقلة تمثل العمال وأصحاب العمل تمثيلاً حقيقياً وعلى حريتهم في ممارسة حقوقهم كاملة".

وتؤكد منظمة العمل الدولية على أن تحسين آليات الحوار الاجتماعي في المنطقة العربية شرطٌ وأداة مهمة لمعالجة تحديات العمل، وتحقيق المبادئ والحقوق الأساسية في العمل من قبل الجميع، وخلق فرص عملٍ لائقة، وتوسيع نطاق الحماية الاجتماعية.

وأضاف رايدر: "يكمن الهدف من وراء ذلك في تحقيق نتائج تعود بالفائدة على المجتمع ككل، وليس مصالح فئوية فقط. ولذلك، ينبغي أن نلقي بالاً إلى أصوات النساء والعمال المهاجرين تماشياً مع أجندة منظمة العمل الدولية للهجرة العادلة".

وتشجع منظمة العمل الدولية الحوار الاجتماعي في الدول العربية عبر المساعدة في تحديث تشريعات العمل الوطنية، وتحسين قدرات إدارات العمل، ودعم منظمات العمال وأصحاب العمل، وتعزيز المساواة بين الجنسين، وغيرها من الوسائل الأخرى.

وتنفذ منظمة العمل الدولية عدداً كبيراً من مشاريع التعاون الفني في الأرض الفلسطينية المحتلة، كما تعكف على تنفيذ خطة مواجهةٍ تنموية لآثار أزمة اللاجئين السوريين على المنطقة. ودعا رايدر الدول العربية إلى دعم الجهود المهمة التي تبذلها منظمة العمل الدولية في كلا المجالين.

واختتم رايدر كلمته بتوجيه الشكر إلى أحمد لقمان المدير العام لمنظمة العمل العربية الذي انتهت ولايته على حسن قيادته على مدى السنوات الثماني الماضية. ومن المتوقع أن تَنتخب الوفود المشاركة في المؤتمر مديراً عاماً جديداً مدة أربع سنوات.

وقد التقى رايدر على هامش أعمال المؤتمر هند الصبيح وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل ووزيرة الدولة لشؤون التخطيط والتنمية في الكويت وغيرها من وزراء العمل العرب والوفود المشاركة في المؤتمر. وكان رايدر قد شارك سابقاً في أعمال الدورة 40 لمؤتمر العمل العربي والتي عُقدت في الجزائر عام 2013.

ويحضر هذا الحدث السنوي مندوبون عن 21 دولة عربية بغية مناقشة مشاكل العمل وسياسات التصدي لها. ويجمع منظمة العمل الدولية ومنظمة العمل العربية تاريخٌ طويل من التعاون في المنطقة العربية يعود إلى نحو أربعة عقودٍ خلت. وقد وقَّعتا على مذكرة تفاهمٍ عام 2007.

للاستفسارات الإعلامية، الاتصال:

سلوى كناعنة، المسؤولة الإقليمية للإعلام، منظمة العمل الدولية/المكتب الإقليمي للدول العربية، هاتف: 752400-1-961+ (مقسم 117)، خليوي: 505958 71 961+، بريد الكتروني: kanaana@ilo.org