العمل اللائق للعمال المنزليين

منظمة العمل الدولية تجمع جهات معنية إقليمية ودولية لدراسة إنشاء تعاونيات للعمال المنزليين المهاجرين في الشرق الأوسط

لقد أنشئت تعاونيات للعمال المنزليين في كثير من بلدان العالم، لكنها غير موجودة في أي من الدول العربية. وتبحث دراسة حديثة أصدرتها منظمة العمل الدولية حالات لبنان والأردن والكويت لمعرفة هل المنطقة جاهزة لإقامة هذه التعاونيات.

بيان صحفي | ١٧ ديسمبر, ٢٠١٤
بيروت (أخبار م.ع.د) - جمعت منظمة العمل الدولية ممثلين عن الحكومات ومنظمات العمال وتعاونيات العمال المنزليين والشبكات غير الرسمية، وشبكات دعم الحقوق، وخبراء وطنيين ودوليين في مجال التنظيم الذاتي للعمال في ورشة عمل مدتها يومان في عمان، الأردن. وبحثت الورشة الأطر التنظيمية المحتملة للعمال المنزليين في الدول العربية، بما في ذلك التعاونيات.

ناقشت الورشة " الطاولة المستديرة للتحقق"، التي عقدت في 14-15 كانون الأول/ديسمبر، النتائج التي توصلت إليها الدراسة الشاملة لمنظمة العمل الدولية بعنوان "التعاون للخروج من العزلة: حالة العمال المنزليين المهاجرين في لبنان والأردن والكويت". وقد أعدت الدراسة في إطار "استراتيجية المناصرة الإقليمية لنشاط منظمة العمل الدولية في الشرق الأوسط بشأن الاتفاقية رقم 189 الخاصة بالعمل اللائق للعمال المنزليين"، وتمثل محاولة لرسم خريطة أطر التشريعات والسياسات الحالية والهياكل المؤسسية والمبادرات القائمة على العضوية التي يمكن أن توفر للعمال المنزليين فضاءًا لتنظيم أنفسهم اقتصاديًا في الشرق الأوسط.

تقول إيمانويلا بوزان، خبيرة المساواة بين الجنسين في المكتب الإقليمي للدول العربية في منظمة العمل الدولية: "عبر التجمع في تعاونيات، يستطيع العمال المنزليون المهاجرون العمل معًا لتحقيق ظروف عمل لائقة ومستويات عادلة للأجور وكذلك الحصول على خدمات وتدريب وفرص عمل أفضل".

وتضيف: "لقد نجحت التعاونيات التي أنشأها العمال المنزليون، بدعم من النقابات العمالية أو المنظمات غير الحكومية، في دول تمتد من الولايات المتحدة وإسبانيا حتى هونغ كونغ والفلبين، فهل يمكننا أن نفعل ذلك في الدول العربية؟"

يخضع قرابة مليوني عامل منزلي مهاجر غير عربي في الشرق الأوسط لنظام الكفالة الذي يربط العمال المهاجرين بكفلاء أفراد وينظم إقامتهم وتوظيفهم. ويستثنى العمال من قوانين العمل في معظم الدول التي يعملون فيها، ويجردون غالبًا من الحقوق الاجتماعية والحصول على عمل لائق. وبالنسبة لكثيرين، يشكل الاستغلال وسوء المعاملة واقعًا كئيبًا.

وعلى الرغم من المحاولات الأخيرة لبعض دول المنطقة تحقيق فهم أفضل للمبادئ المنصوص عليها في اتفاقية العمل اللائق للعمال المنزليين 189 (2011) وتقدمها في هذا الصدد، لا يزال العمال المنزليون "المقيمون في المنزل" يواجهون العزلة وتقييد حرية الحركة، مما يعيق قدرتهم على التنظيم الجماعي. وعلى الرغم من وجود شبكات غير رسمية ومبادرات مجتمعية تقودها في بعض الأحيان المؤسسات الدينية، لا يزال مستوى التنظيم الرسمي للعمال المنزليين المهاجرين محدودًا، ولا تزال أصواتهم غير مسموعة إلى حد كبير.

تقول ليندا الكلش، مديرة مركز تمكين للمساعدة القانونية وحقوق الإنسان في الأردن: "النقابات الأردنية، على سبيل المثال، لا تمثل العمال المنزليين، ولذلك من شأن وجود تعاونيات أن يقدم الحل، وذلك بإنشاء مظلة للعمال المنزليين يتجمعون في ظلها. وعلى الرغم من أنهم لن يصبحوا قادرين على المطالبة بحقوقهم كما في النقابات، فإن إنشاء تعاونية يمثل خطوة إيجابية إلى الأمام من أجل حقوق العمال المنزليين".

ويعرف التحالف التعاوني الدولي ومنظمة العمل الدولية التعاونية بأنها "جمعية مستقلة مؤلفة من أشخاص اتحدوا طواعية لتلبية احتياجاتهم وتطلعاتهم الاقتصادية والاجتماعية والثقافية المشتركة من خلال مؤسسة مملوكة بشكل مشترك وذات إدارة ديمقراطية".

وقال مشارك آخر إن أحد التحديات الرئيسية في المنطقة لا تزال نظام الكفالة.

وقال عبد الرحمن الغانم، رئيس مكتب العمال المهاجرين في اتحاد نقابات العمال في الكويت: "مشكلتنا الرئيسية هي نظام الكفالة. فالدول تميل لتطبيق نظام الكفالة بدلًا من تنفيذ القانون المدني، وهذه هي المشكلة. فعلى الرغم من أن قوانين العمل لا تشمل العمال المنزليين إلا أن القوانين المدنية تحمي العمال كبشر".

ليديا، التي فضلت عدم إعطاء اسمها الكامل، هي قائدة محلية في مركز جماعة المهاجرين في لبنان. وقد أكدت على أهمية التكاتف ومساعدة الزملاء العمال في التعامل مع إساءة المعاملة والاستغلال والانتهاكات الأخرى التي يمكن أن تتعرض لها عاملات المنازل المهاجرات، بالإضافة إلى المشاركة في أنشطة ترفيهية.

وقالت ليديا: "نحن نتحدث عن مشاكلنا، نرفع أصواتنا، ونطالب بحقوقنا. إننا نحاول إحداث تغييرات في حياة العمال المنزليين وظروف عملهم".

وفي هذا اللقاء، جرى الاستماع إلى روايات لتجارب العمال المنزليين وتعاونياتهم حول العالم. وبدراسة الإطار القانوني في كل من الدول الثلاث، بحثت ورشة العمل طرقًا وفرصًا عملية لإنشاء تعاونيات للعمال المنزليين المهاجرين، وقدمت أفكارًا عن كيفية توفير فرص العمل وغيرها من الخدمات عبر هذه التعاونيات، مع التوعية باتفاقية منظمة العمل الدولية 189، والحق في التنظيم المنصوص عليه في الاتفاقية.

وقال فيش آي بي، من الاتحاد الدولي للعمال المنزليين: "ثمة عنصر مهم جدًا وأساسي في ضمان نجاح أي تعاونية وهو التمسك بالهدف الأساسي لإنشائها. لأن التعاونيات سوف تواجه في نهاية المطاف الكثير من التحديات، ولذلك إذا ضيعت أهدافك الأساسية، فقد لا تنجح". وأضاف: "ليس هناك تعاونية مثالية مئة في المئة، لذلك هناك عنصر آخر مهم هو أن تكون مبتكرًا عند إنشاء التعاونية".

وقالت ريبيكا كمبل، رئيسة الاتحاد الأميركي لتعاونيات العمال، إن أي مبادرة مهما كانت متواضعة يمكن أن تقطع شوطًا طويلًا في تحسين حياة النساء اللواتي ينضممن إليها.

وأضافت كيمبل: "في عالم تعاونيات العمال، العنصر الأساسي هو تلبية احتياجات الأعضاء. ويتعلق الأمر بتجمع الناس في مؤسسة اقتصادية لخلق فرص عمل ورفع مستويات عملهم بشكل جماعي. وتفسح التعاونيات المجال للعمال للاجتماع وتبادل مواهبهم ومهاراتهم وتقديم ما هو فردي فيهم للمساهمة في تحقيق ذلك الهدف المشترك".

نظم ورشة العمل شبكة الهجرة والحوكمة التابعة للمكتب الإقليمي للدول العربية في منظمة العمل الدولية وفريق المنظمة المعني بالمساواة بين الجنسين.

للاستفسارات الإعلامية، الاتصال:

سلوى كناعنة، المسؤولة الإقليمية للإعلام، منظمة العمل الدولية/المكتب الإقليمي للدول العربية، هاتف: 752400-1-961+ (مقسم 117)، خليوي: 505958 71 961+، بريد الكتروني: kanaana@ilo.org