يستطيع العمّال في قطر أداء عملهم بأمان في الخارج بالرّغم من حرارة الصيف والرّطوبة في حال اتّخاذ تدابير وقائيّة فعّالة. هذا هو الاستنتاج الرئيسي الذي توصّلت إليه دراسة تمّ إعدادها بناء على طلبٍ من منظمة العمل الدولية ووزارة التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية بالتعاون مع اللّجنة العليا للمشاريع والإرث.

خلال فصل الصيف، قام باحثون من مختبر فايم من جامعة ثيساليا، وهي جامعة رائدة في هذا المجال، بجمع بيانات عن فسيولوجيا العمّال والمجهود المبذول في العمل خلال فترة تجاوزت 5500 ساعة عمل. وتعدّ هذه الدّراسة الأكبر على الإطلاق في هذا المجال والأولى من نوعها في المنطقة. أجريت الدّراسة في موقع بناء يضمّ 4000 عامل (استاد لكأس العالم) فيه خطّة شاملة لمواجهة الإجهاد الحراري وفي مزرعة فيها تدابير احترازيّة أقلّ. تمحورت الدّراسة حول تقييم الاستراتيجيات المختلفة للتّخفيف من الإعياء الحراري مع التركيز على التّرطيب ونسبة الراحة والعمل والملابس.

بيّنت الدّراسة أنّ المدّة الزمنيّة التّي تجاوزت خلالها درجة حرارة الجسم الأساسية للعمّال عتبة السّلامة أي 38 درجة مئوية (حسب منظّمة الصّحة العالميّة) كانت قصيرة. في موقع البناء، تراوح متوسّط هذه النّسبة بين صفر وثلاثة في المائة من دوام العمل ووصل في المزرعة إلى 8 في المائة.

في هذا الإطار، قال الدّكتور أندرياس فلوريس، مدير مختبر فايم: " إنّ الضّبط الذّاتي للعمل وأخذ الاستراحات هو أحد الأسباب الرئيسية التي جعلت العمّال في موقع كأس العالم أقلّ عرضة لخطر الإعياء الحراري. بالتالي، كان هذا العنصر رئيسيًا في خطّة التّخفيف من الإجهاد الحراري إذ تمكّن العمّال من مواجهة الحرارة والرطوبة.

تمّ رصد وتسجيل مجهود العمّال في العمل على أساس كلّ ثانية، وكانت وتيرة العمل منخفضة. في موقع كأس العالم، قضى العمّال 62 في المائة من دوام عملهم في فترات استراحة وأمضوا 32 في المائة من وقتهم في إنجاز عمل بجهد منخفض (0.1 إلى 4.1 و/م2). أمّا العمّال في المزرعة فأمضوا 23 في المائة من دوام عملهم في فترات استراحة و67 في المائة من وقتهم في إنجاز عمل بجهد منخفض.

كشفت الدّراسة أن الكثير من العماّل عانوا من التجفاف في بداية دوامهم، ممّا يؤكّد على أهميّة استراتيجيات التّرطيب الفعّالة. إضافةً إلى ذلك، فقد تمّ اختبار الملابس المختلفة بما في ذلك المآزر ذات اللّون الداكن التي يرتديها عمّال البناء عادةً مقابل

المآزر البيضاء، وبدلة التبريد التي أعدّتها اللّجنة العليا وسترة التبريد مع المراوح التي تعمل على الطاقة الشّمسية. ووجدت الدّراسة أنّ بدلة اللّجنة العليا والمآزر البيضاء يمكن أن تقلّل بشكل فعّال من الإعياء الحراري الّذي يعاني منه العمّال.

تشمل التّوصيات التي انطوت عليها الدّراسة تعديل ساعات العمل في الصيف ووضع خطط إلزامية للتّخفيف من الإجهاد الحراري في جميع الشركات في قطر وإجراء الفحوص الطبيّة السّنوية للعمّال بالإضافة إلى تعزيز تمكين العمّال. كذلك، شملت الدراسة توصيات محدّدة بشأن الملابس والحصول على مياه الشّرب والعمل في المناطق المظلّلة.

في السياق نفسه، قال هوتان هومايونبور، مدير مكتب مشروع منظّمة العمل الدوليّة في الدوحة: "إنّنا نعمل مع الحكومة لترجمة توصيات هذه الدّراسة إلى تشريعات محسّنة وللحثّ على اعتماد الممارسات الجيدة التي تمّ تحديدها. لدينا أساس علمي لنقترح على أساسه إجراء تعديلات على ساعات العمل المحظورة خلال فصل الصيف. ومن الواضح أيضًا أنّ خطط التّخفيف من الإجهاد الحراري يجب أن تعترف بحقّ العمّال في ضبط وتيرة عملهم وتعزيز هذه القدرة لديهم."

في بداية صيف العام 2019، نشرت إدارة تفتيش العمل إرشادات حول الإجهاد الحراري لأصحاب العمل والعمّال كان لها وقعٌ كبير على وسائل التّواصل الاجتماعي كما أغلق مفتّشو العمل 310 مواقع عمل لانتهاكها اللّوائح التنظيميّة الخاصّة بساعات العمل المحظورة بين 15 يونيو و 31 أغسطس.

مختبر فايم هو مختبر تابع لكليّة العلوم التّطبيقية في جامعة ثيساليا. يديره الدكتور أندرياس فلوريس الذي شارك في عدد من الفرق العاملة التّي توفّر المواد المطلوبة لإعداد مبادئ توجيهية وسياسات حول الآثار الصحيّة للعوامل البيئية المختلفة للعديد من المنظمات الدولية (منظّمة الصّحة العالميّة، الأمم المتّحدة، المفوضيّة الأوروبية، ناسا وغيرها). عمل على إعداد التّوصيات العالميّة للعمل في البيئات الحارّة التي ستنشرها منظّمة الصّحة العالميّة والمنظّمة العالميّة للأرصاد الجويّة في العام 2020.

للمزيد من المعلومات، يرجى التواصل مع ستيف نيدهام، مسؤول التواصل في مكتب مشروع منظّمة العمل الدولية في دولة قطر على الرّقم التالي +97450069011 أو عبر البريد الالكتروني على العنوان التالي: needham@ilo.org