فيروس نقص المناعة البشرية والإيدز وعالم العمل

"تسعة من أصل عشرة أشخاص مصابين بفيروس نقص المناعة البشرية سينهضون اليوم ويذهبوا إلى أعمالهم".

خوان سومافيا، المدير العام السابق  لمنظمة العمل الدولية
 

يُقدر عدد المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بما يُقارب النصف مليون شخص وهذا العدد مرجحٌ إلى الازدياد. وفي حين قطعت مناطق أخرى اشواطاً في احتواء انتشار فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز، تُسجل منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أسرع معدلات نمو للفيروس في العالم.

وبحسب برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز، فإن عدد الإصابات بالفيروس في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا قد ارتفع من 36.000 في العام 2001 إلى 75.000 في العام 2009 ما يجعل عدد المتعايشين مع الفيروس في المنطقة يبلغ 460.000 شخص.

وتبقى البيانات الموثوقة محدودة في هذا المجال مما يجعل من الصعب تعقب الاتجاهات بدقة لكن الأكيد هو أن الوباء آخذٌ في الانتشار خاصةً بين الشباب. فتسعة من أصل عشرة من المتعايشين مع الفيروس في العالم هم في أوج عطائهم الإنتاجي والإنجابي وهم في غالبيتهم من الشباب. ويتسبب فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز بإضعاف الأفراد والأسر والشركات والمجتمعات بأسرها.

ويُعزى سبب انتشار الفيروس في الدول العربية إلى الفقر والبطالة والحرب والنزاعات بالإضافة إلى الحراك الواسع النطاق للسكان بما في ذلك اللجوء والهجرة وعدم المساواة بين الجنسين والعنف المبني على التمييز الجنسي مثل الاتجار بالمرأة والوصمة والتمييز المرتبطان بفيروس نقص المناعة البشرية.

ويطغى التعامل مع فيروس نقص المناعة البشرية على أساس التمييز والوصمة في المنطقة. فغالباً ما يواجه المصابون بالفيروس الرفض في البيت والمجتمع والعمل وحتى في القطاع الصحي.

لم تطور الدول العربية بعد سياسات وطنية متماسكة تنظم فيروس نقص المناعة البشرية والإيدز في مكان العمل كما أن القوانين الوطنية الموجودة تفتقر إلى الأحكام الواضحة الكفيلة بالحماية من التمييز في مكان العمل.

ويوفر مكان العمل بيئة فعالة للترويج للمعلومات والثقافة والتواصل حول فيروس نقص المناعة البشرية والإيدز وللمساهمة في استجابة وطنية لمكافحة هذا الوباء. وقد برهنت برامج الوقاية والعلاج الخاصة بفيروس نقص المناعة البشرية بأنها أقل كلفة وأكثر فعالية إذا ما تمّ الترويج إليها في وقت مبكر مما يسمح للناس بالتعايش مع الفيروس لمدة طويلة وهم ينعمون بصحة أفضل وحياة أكثر إنتاجية.

منظمة العمل الدولية والإيدز في الدول العربية
تسعى منظمة العمل الدولية إلى حشد قدرات الحكومات العربية والعمال وأصحاب العمل وتمكينهم ومساعدتهم على الاستجابة بشكل فعال ومناسب لفيروس نقص المناعة البشرية والإيدز والى دعم الاستجابة الوطنية للايدز في كلّ دولة.

ويمكن تحقيق ذلك من خلال العمل مع الشركاء الثلاثة لإدراج الهواجس المرتبطة بفيروس نقص المناعة البشرية /الإيدز في اطر العمل الإستراتيجية الوطنية ذات الصلة وتسهيل تطبيق توصية منظمة العمل الدولية رقم 200 المتعلقة بفيروس نقص المناعة البشرية والإيدز وعالم العمل في الدول العربية.

ويُشدد معيار العمل الدولي الجديد الذي تم اعتماده خلال مؤتمر العمل الدولي في العام 2010 على دور عالم العمل في الوصول الشامل إلى الوقاية من الفيروس والعلاج والعناية والدعم. ويلحظ المعيار أحكام حول برامج الوقاية المنقذة للحياة وإجراءات مناهضة للتمييز على المستوى الوطني وفي أماكن العمل. بالإضافة إلى ذلك، يسلط المعيار الضوء على أهمية الاستخدام والأنشطة المدرة للدخل بالنسبة إلى العمال والأشخاص المتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشرية.

وبرنامج منظمة العمل الدولية الخاص بالايدز هو برنامج تعاون تقني يوفر الدعم للبلدان من أجل تطوير واعتماد آلية تطوير فاعلة للسياسات والبرامج المرتبطة بفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز في عالم العمل وذلك وفقاً لمدونة ممارسات منظمة العمل الدولية بشان بفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز وعالم العمل (2001) والتوصية رقم 200 من أجل تعزيز حماية حقوق الإنسان والحريات الأساسية والمساواة بين الجنسيين. ويُركز البرنامج أيضًا على الأبحاث وخدمات الاستشارة وحشد وتقوية قدرات الهيئات المكونة من أجل القيام بأنشطة ذات صلة بفيروس نقص المناعة البشرية والإيدز بما في ذلك حشد الموارد.

الأهداف

إن الهدف الأسمى لبرنامج منظمة العمل الدولية الخاص بالايدز هو القضاء على التمييز المرتبط بفيروس نقص المناعة البشرية في أماكن العمل والقضاء على الإصابات الجديدة في صفوف العمال. ويمكن الوصول إلى ذلك في البلدان العربية من خلال اعتماد مقاربة تهدف إلى إرساء أطر سياسية ملائمة لاستجابة شاملة وتأمين الدعم التقني للشركاء الثلاثة وأصحاب المصلحة الآخرين والوقاية وإدارة أثر فيروس نقص المناعة البشرية والإيدز في أماكن العمل وفي القطاعات الأكثر خطورة بالإضافة إلى المساهمة في الحد من الوصمة والتمييز من خلال تدخلات في مكان العمل.

الأولويات الإستراتيجية

  • البحوث والتقييم. إجراء بحوث لتوفير قاعدة بيانات تسمح بنقاش فعال حول فيروس نقص المناعة البشرية والإيدز في مكان العمل وتحديد الفجوات على مستوى السياسات والقطاعات الأكثر عرضةً للخطر
  • تطوير السياسات. تطوير السياسات والإستراتيجيات والمبادئ التوجيهية المرتبطة بفيروس نقص المناعة البشرية والإيدز في أماكن العمل بالاستناد إلى معايير العمل الدولية وعن طريق المناصرة والدعم التقني.
  • بناء القدرات. بناء قدرات الحكومات والقطاع الخاص والنقابات العمالية ومنظمات المجتمع المدني بما في ذلك شبكات الأشخاص المتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشرية للقيام بكل النشاطات ذات الصلة في عالم العمل.
  • الأنشطة الميدانية. دعم عملية تطبيق المبادرات الهادفة إلى الاستجابة إلى احتياجات العمال الأكثر عرضةً للخطر في القطاعات الاقتصادية الأساسية بالإضافة إلى مبادرات أماكن العمل للحد من الوصمة والتمييز.

الأهداف

يلعب شركاء منظمة العمل الدولية دورًا محوريًا في مكافحة فيروس نقص المناعة البشرية والإيدز في أماكن العمل:

النقابات العمالية: تدأب النقابات العمالية إلى تطوير السياسات المناهضة للتمييز التي تحترم حقوق العمال وتساعد على الوقاية من الفيروس وعلى تأمين خدمات العناية والدعم في مكان العمل

أصحاب العمل: باستطاعة أصحاب العمل تطبيق برنامج شامل يستند إلى التوصية رقم 200.

الحكومات: تستطيع الحكومات من خلال وزارة العمل الوصول إلى العمال المستضعفين والتعاون مع القطاع الخاص والنقابات العمالية لوضع برامج خاصة بأماكن العمل مراعية لفيروس نقص المناعة البشرية.

الشركاء الخارجيين: يستطيع الشركاء الخارجون مثل وزارة الصحة ووزارة الشؤون الاجتماعية ووزارة السياحة والمجتمع المدني والمؤسسات الأكاديمية لعب دوراً أساسياً في توسيع برامج عالم العمل بالتعاون مع الهيئات المكونة لمنظمة العمل الدولية

توصية منظمة العمل الدولية رقم 200 حول فيروس نقص المناعة البشرية والإيدز وعالم العمل

تم اعتماد التوصية رقم 200 في 16 حزيران/يونيو 2010 خلال الدورة التاسعة والتسعين لمؤتمر العمل الدولي وهو معيار العمل الدولي الأول الذي يركز بشكل خاص على فيروس نقص المناعة البشرية والإيدز والصك القانوني الدولي الأول الذي يهدف إلى تعزيز مساهمة عالم العمل في تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية.

تعتمد التوصية رقم 200 على مقاربة مبنية على الحقوق في مجال فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز وتضم:
  • معلومات تسلط الضوء على الدور الأساسي لاماكن العمل في تسهيل الوصول إلى خدمات الوقاية والعلاج والعناية والدعم بالإضافة إلى تطوير واعتماد وتطبيق سياسات وطنية ثلاثية الأطراف مرتبطة بمكان العمل وبرامج حول فيروس نقص المناعة البشرية والإيدز.
  • إجراءات للحد من الوصمة والتمييز.
  • أحكام تحدد العناصر الواجب إدراجها في تصميم واعتماد وتطبيق برامج واستراتيجيات وقائية فعالة.
  • مبادئ توجيهية مفصّلة حول إدارة وقع فيروس نقص المناعة البشرية من خلال تسهيل الوصول إلى العلاجات المنقذة للحياة وبرامج العناية والدعم للعمال المصابين بالفيروس وأسرهم
  • أحكام حول إجراءات السلامة والصحة لتجنيب العمال الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية، مع التركيز على العمال الأكثر عرضةً لانتقال الفيروس بفعل وظيفتهم.

موارد أساسية

  • منظمة العمل الدولية وصكوكها بشأن فيروس نقص المناعة البشرية وعالم العمل - (pdf 2,922KB) • انكليزي - (pdf 494KB)
  • مذكرة توجيهية: الطريقة الفضلى لوضع سياسة وطنية بشأن فيروس نقص المناعة البشرية والإيدز وعالم العمل - (pdf 1,048KB) • انكليزي
  • مدونة ممارسات منظمة العمل الدولية بشأن فيروس نقص المناعة البشرية متلازمة نقص المناعة المكتسبة وعالم العمل الإيد - (pdf 412KB) • انكليزي

مؤتمرات وأنشطة

  • نحو صياغة السياسة الوطنية بشأن فيروس نقص المناعة البشرية وعالم العمل في الأردن
  • فيروس نقص المناعة البشرية والإيدز وعالم العمل في الأردن: التحديات وخطة عمل مكان العمل
  • ادماج