تطوير المؤسسات

تشهد المنطقة العربية أعلى معدلات بطالة الشباب في العالم. وقد خلقت موجة الانتفاضات الأخيرة فيها إحساساً متجدداً بالحاجة الملحة لإيجاد حل. وفي العقود المقبلة، سيحتاج نحو 70 مليون شاب تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عاماً في المنطقة إلى مستقبل اقتصادي يوفر أساساً للتنمية البشرية والتماسك الاجتماعي فضلاً عن حياة سياسية حيوية وشاملة.

وتتمثل إحدى الطرق للتغلب على هذا التحدي وتحقيق نمو شامل غني بفرص العمل في تعزيز ثقافة روح المبادرة التي تسمح لأصحاب المبادرات الذاتية من الشباب بتأسيس منشآت مستدامة ومسؤولة اجتماعياً، ما يؤمن لهم ولغيرهم من الشبان والشابات فرص عمل لائقة. علاوة على ذلك، تُعتبر تنمية الاقتصادات العربية لتصبح أقوى أمراً أساسياً لتحقيق هذه الأهداف. كما أن السياسات والإصلاحات المرتبطة بوضع إطار تنظيمي شفاف تتسق إدارته مع تحسين الحصول على التمويل وسهولة دخول

الشركات الجديدة إلى الأسواق تبعث الحياة مجدداً في القطاع الخاص وتسمح له بلعب دوره الحيوي في توفير فرص عمل لائقة لليد العاملة الآخذة بالنمو بسرعة في المنطقة.

خطة مساعدة منظمة العمل الدولية

يعمل المكتب الإقليمي للدول العربية في منظمة العمل الدولية بشكل وثيق مع الحكومات ومنظمات أصحاب العمل والعمال في الدول العربية لدعم الإصلاحات الهادفة إلى إيجاد بيئة مواتية تزدهر فيها المنشآت الصغرى والصغيرة والمتوسطة.
وتؤدي تنميةُ منشآتٍ مستدامة إلى خلق فرص عمل منتجة ولائقة وإلى الحد من الفقر. وبالتالي، يستمد المكتب الإقليمي للدول العربية الدعم من برنامج شامل خاص به بعنوان "تنمية المنشآت المستدامة". وهو يعمل مع الشركاء الاجتماعيين في المنطقة لخلق فرص عمل أكثر وأفضل من خلال تنمية المنشآت. كما يربط المكتب الإقليمي نمو الأعمال والتنافسية باحتياجات الناس بهدف إتاحة الفرصة لهم لتحقيق عيش كريم في بيئة صحية، وآمنة، وسلمية. ويتضمن هذا البرنامج الراسخ في رسالة منظمة العمل الدولية المتمثلة في خلق عمل لائق لجميع الشبان والشابات ثلاثة محاور هي:

• خلق بيئة مواتية للمنشآت: تساعد منظمة العمل الدولية الدول الأعضاء في تقييم السياسات والقوانين واللوائح، وفي تعديلها إن لزم الأمر، بهدف تشجيع الاستثمارات وروح المبادرة التي تحقق توازناً بين احتياجات المنشآت ومصالحها من جهة - بما في ذلك العمال وأصحاب العمال - والتطلعات الأوسع للمجتمع من جهة أخرى.
• تعزيز روح المبادرة وتنمية الأعمال: تُعتبر مساعدة أصحاب المبادرات الذاتية، بما في ذلك المجموعات المستهدفة الخاصة كالشباب والمرأة، على تأسيس منشآت ناجحة وتوسيعها جوهر مشاريع تنمية المنشآت في منظمة العمل الدولية. ويدعم البرنامج الجهود الرامية إلى تحفيز تنمية المنشآت وتعزيز ثقافة المنشآت من خلال تعليم ريادة الأعمال، وتقديم خدمات داعمة للأعمال، فضلاً عن ربط المنشآت بسلاسل القيمة المحلية وتسهيل الحصول على المعلومات والتكنولوجيا والتمويل.
• دعم تنفيذ ممارسات مستدامة ومسؤولة في مكان العمل: يتعين على المنشآت كي تستثمر كافة إمكاناتها أن تصبح قادرة على ربط تحسين الإنتاجية بتحسين كل من ظروف العمل وعلاقاته والممارسات في مكان العمل. ويتضمن ذلك تعزيز الحوار الاجتماعي والمفاوضة الجماعية إضافة إلى تنمية الموارد البشرية بهدف زيادة الإنتاجية. كما يشمل أيضاً التقليل من استخدام الطاقة والمواد والحد من الآثار البيئية. وتزيد هذه الأنشطة بدورها الأجور والفوائد المشتركة، وتعزز الإدارة والتنظيم الجيدين
للشركات والممارسات المسؤولة فيها.

مجالات التركيز في الدول العربية

يجمع المكتب الإقليمي للدول العربية من خلال مشاريع التعاون الفني والخدمات الاستشارية بين تقديم الدعم لوضع وإصلاح السياسات القائم على الأدلة من جهة وخدمات دعم المنشآت وبناء القدرات من جهة أخرى. وهو يطلق برامجه ومشاريعه الخاصة بالاشتراك مع الحكومات ومنظمات أصحاب العمل والعمال، ويعمل بالاشتراك مع وكالات أخرى تابعة للأمم المتحدة، ومع جهات مانحة، ووكالات إنمائية، ومؤسسات مالية وأكاديمية.

وتهدف مشاريع المكتب الإقليمي إلى خلق فرص عمل مستدامة للذكور والإناث وتحقيق العدالة الاجتماعية بتعزيز قدرة الحكومات والشركاء الاجتماعيين على:

إصلاح بيئة الأعمال: تقدم منظمة العمل الدولية خدمات استشارية وبناء القدرات لصناع السياسات بشأن سبل تقييم بيئة عمل الشركات، وتحديد المجالات ذات الأولوية التي تستدعي التدخل، وصياغة مقترحات إصلاحية. وتسمح الطرق المعيارية من قبيل أداة تقييم "البيئة المواتية للمنشآت المستدامة" الخاصة بمنظمة العمل الدولية للحكومات والشركاء الاجتماعيين بتحليل الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية للقيام بالأعمال. لرؤية المزيد...

تعزيز أصحاب المبادرات الذاتية في المستقبل: يُعتبر خلق ثقافة روح المبادرة أساسياً لتحقيق بيئة مواتية للأعمال. وتبدأ منظمة العمل الدولية عملية تعزيز العقلية الريادية من خلال إدراج مناهج ريادة الأعمال في التعليم الثانوي والتعليم العالي العام والمهني. ولتحقيق هذه الغاية، وُضع برنامج "تعرف إلى عالم الأعمال" وهو برنامج تعليمي عن ريادة الأعمال يستهدف طلاب المرحلة الثانوية، كما وُضع مؤخراً برنامج "مبادرة" الخاص بإنشاء الشركات والذي يستهدف طلاب التعليم العالي.  لرؤية المزيد...

تعزيز التعاونيات: تعزز منظمة العمل الدولية نموذج الشركات التعاونية ومتطلباتها التنظيمية والمؤسسية الخاصة بهدف مساعدتها في خلق فرص عمل والمحافظة عليها والإسهام في تعزيز العمل اللائق والعدالة الاجتماعية. لرؤية المزيد...

تعزيز روح المبادرة لدى المرأة: يعمل برنامج "تنمية روح المبادرة لدى المرأة" التابع لمنظمة العمل الدولية مع بلدان عربية لزيادة الفرص الاقتصادية لصاحبات المبادرات الذاتية من خلال تقديم الدعم لهن لتأسيس منشآتهن وتعزيزها وتوسيعها. ويستند البرنامج إلى سياسات المساواة بين الجنسين المدرجة في جميع أنشطة منظمة العمل الدولية في مجال تنمية المنشآت.  لرؤية المزيد...

تعزيز الممارسات المسؤولة في مكان العمل: تسعى منظمة العمل الدولية إلى مواجهة مقولة غير صحيحة مفادها أن ظروف العمل مكلفة جداً للشركات. وتعزز منظمة العمل الدولية استخدام تحسينات مجدية اقتصادياً بهدف مساعدة المنشآت الصغيرة والمتوسطة في تحسين إنتاجيتها وتنافسيتها مع ضمان بيئة عمل لائقة وآمنة لموظفيها الحاليين والمستقبليين.  لرؤية المزيد...

التدريب على إدارة المنشآت وروح المبادرة: تساعد منظمة العمل الدولية الحكومات، ومنظمات أصحاب العمل والعمال، وآخرين في الارتقاء بمستوى التدريب على الإدارة وإنشاء أنظمة داعمة تلبي احتياجات أصحاب المبادرات الذاتية المحتملين والمنشآت الصغيرة والمتوسطة القائمة. وقد اكتسبت منظمة العمل الدولية على مر السنين خبرة كبيرة ومصداقية وشبكات وأدوات وتجربة، لاسيما من خلال برنامجها الذي يحمل عنوان "ابدأ وحسن مشروعك".  لرؤية المزيد...

تحسين تطوير سلاسل القيمة: يركز نهج منظمة العمل الدولية على تحسين سلاسل القيمة التي تسمح بتوليد الثروة، وخلق فرص العمل، وتعزيز نوعية الوظائف. وتدرس منظمة العمل الدولية في كل سوق سبل إيصال المنتجات إلى المستهلك النهائي، وديناميات السوق، والعلاقات بين مختلف الجهات الفاعلة في السلسلة. والهدف من ذلك هو تعزيز أنظمة السوق بأكملها (المنشآت، والعلاقات التجارية، وهياكل السوق، وبيئة الأعمال) بطريقة تضمن حصول الفقراء على فوائد أكبر من خلال التنمية والنمو الاقتصادي.  لرؤية المزيد...